الصفحات

الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي

نزار بريك هنيدي
الدكتور نزار صابر بريك هنيدي (سورية).
ولد عام 1958 في بلدة جرمانا بريف دمشق.
درس في بلدته حتى الثانوية العامة 1976 , ثم انتسب إلى كلية الطب ـ جامعة دمشق وتخرج فيها بشهادة دكتور في الطب البشري 1982 , ثم حصل على شهادة الدراسة العليا في الجراحة العامة 1986.
يمارس عمله كطبيب جراح في عيادته الخاصة, وفي مستشفيات دمشق.
عضو في اتحاد الكتاب العرب.

نشر ـ خلال دراسته الإعدادية والثانوية ـ العديد من القصائد والدراسات في الدوريات العربية, وأصدر ديوانه الأول وهو في نهاية المرحلة الثانوية.
دواوينه الشعرية : البوابة والريح ونافذة حبيبتي 1977 ـ جدلية الموت والالتصاق 1980 ـ ضفاف المستحيل 1986, حرائق الندى 1994 - غابة الصمت 1995 - الرحيل نحو الصفر 1998.
مؤلفاته : التسممات الغذائية عند الأطفال ـ تدبير النزف الهضمي العلوي.
ممن كتبوا عن شعره: شوقي بغدادي - يوسف سامي اليوسف - محمد علي شمس الدين - عدنان بن ذريل - نصر الدين البحرة.
عنوانه : شارع سلطان الأطرش ـ جرمانا ـ دمشق ـ ص.ب 37 سورية.


على مقعد في حديقه

رأيت العواصفَ تجلس

محنيَّة الظهر

تقرأ أبراجها في صحيفه

رأيت طيوراً

بلا أجنحة

تقص الحكايات

عن كائنات مخيفه

تحلّق دون وقود

وتبني بيوتا لها في أعالي الشجر

رأيت شموساً تعبُّ دخان سجائرها

تتأفف من حر هذا النهار

وتلعب بالنرد في ظل صفصافة يابسة

على مقعد في حديقه

رأيت الجبال تدلِّك أطرافها بالمعاجين

تطلب ماء لتبلع قرصاً من الأسبرين

رأيت السنين

تحدق واجمة في الفراغ

وتشرب من قدح ملأته دما وتراب

رأيت السحاب

يحاول حل الأحاجي

فتوقفه كلمات غريبه

شتاء, ثلوج, مطرْ ..

ويمطر

يسأل ماذا يكون المطر

رأيت القمر

يفتش عن مرهم

ليزيل التجاعيد عن وجهه

ويزيل بقايا الحفر

على مقعد في حديقه

رأيت الينابيع تشرب (كولا) معبأة في علب

رأيت الفراشات تلهو بما حولها

من ورود قماشية وتزيّنها بخيوط القصب

على مقعد في حديقه

رأيت الوطن

يخبئ عينيه خلف مجلته حين يعبر بعض الصغار

ويبكي فترجف كفاه

يضرب بالأرض عكازه ويسب الزمن

على مقعد في حديقه,

رميت ثيابي العتيقه


من قصيدة: موت البحر .. والرؤى السبع
(1)
الثلج يذوب .. ويخرج من أحداق الموتى

ينساح على الأفُق الممتد

من الشمس

...إلى جوفي المملوء بأشباح الماضي

والمستقبل

الثلج يذوب.. وينسى اللون الأبيض

ينساب على ألوان

الأزهار, الأحجار, الأحلام,

يصيِّرها عدما

الثلج يسيل بأوردتي,

أصرخ ألما

أبكي .. لكن الدمع جليد لا يتشكل

(2)
البحر يموت على قارعة الشارع

قال الليل:

قتلت البحر

صرخت: البحر صديقي

لكن, كيف هوى من شبّاكي المغلق, كيف?

متهما صرت بقتل البحر

وقبل البحر قتلت الصيف

يسألني الليل الأحمق كيف?

والثلج بأوردتي يتجلد

أنسى السيف

(3)
أتفيَّأ في ظلي

أحجب عن وجهي وهج الشمس

ظِلي يرجف.. أحضنه

يهرب مني.. أتبعه

يحفر كهفاً.. أدخله

فيسد عليّ الباب

أحاول أن أهرب

لكن الأشياء تطاردني

جثثاً, وجماجم, أكفانا

أدرك أني صرت جدار الرمْس

(4)
أسقط في الوهم الأبديّ

وأفقد فيه يدي

أتخبط معصوب العينين وحيداً

في أرض تملؤها الأشباح الأزليه

أبحث في أرض البرد

المطر المدرار ,

الريح الهمجيه

عن وجه فتاة غجريه

تمنحني دمها الحار

وتغسل بالشبق الغجري

ثنايا جسدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.