الصفحات

الدَّحل | سوزان اسماعيل ـ سوريا

الدَّحلكنّا نعيش في أحد أحياء دمشق القديمة، رسّخت في
ذاكتي قصص الطّفولة، فقد كانت حارتنا جميلة آمنة أھلھا
طيّبون، الأولاد جميعھم بالشّارع صبيانا وبناتا يلعبون، لكل
موسم لعبته .!
الصّيف له ألعابه وكذلك الشّتاء، وكنت أعشق لعبة
الدَّحاحل الشّتويّة، رغم البرد القارس، والأصابع المتجمّدة و
المتشقّقة، نضع أيدينا على الأرض ونقذف بالدّحل نحو حفرة

لينزل فيھا، لكي يحق لنا تصويبه نحو الدّحل الخصم،
انتصرت على الجميع، وحصلت على كلِّ الدّحاحل ...
انتصبت واقفة متباھية مستھزئة بھم، فما كان من ولد
اغترّ بمنظر الذكورة بعد أن خطّ شاربه ونبتت ذقنه، إلاّ
مھاجمتي رفع يده مھدّدًا، أمسكتھا بقبضتي، لويت ذراعه
وركلته، فسقط على الأرض يتلوى مستسلما، بصقت أرضًا،
نفضت يديَّ، عدّلت ھندامي، نظرت للأولاد البقية فرأيتھم
مذعورين...
قفلت راجعة إلى البيت مزھوةً منتصرةً لأجد والدي
واقفًا أمام الباب ينظر إلى ما حدث بعين مكذّبة.
إلى الآن .. مازلْتُ أتلمَّسُ مكانَ الصَّفعةِ !.
سوزان اسماعيل ـ سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.