الصفحات

خيوط الشمس | رولا رياض الحلاق

كانت خيوط الشمس الأولى تشق دربها عبرأغصان الأشجار المزروعة في حديقة المنزل تبعثُ روحاً لبداية يوم جديد .
زقزقة العصافير بدأت إعلان الحياة و كأنها استيقظت مع منبه ضوئي اعتادته رفيقاً لصباحاتها .
ارتشفتُ القليلَ من الشاي و التفتُ للداخل ,ثلة أوراق انتشرت فوق نضد خشبي في كل منها بضع كلمات لبداية قصيدة تثاقلَ عبُء إكمالها لأسابيع مَرتْ .
تقتُ لكتابةِ نص كامل , أفكاري مبعثرة مشوشة كتائهٍ في صحراء يكويه عناءُ السراب .

الألم في حياتي كطعن السيف يوغل فيّ في كل مرة أحاول الوقوف فيها متغلبة على ألامي
للفراق الم أحاول تفسيره , وصفه , لكنه أعقد من معادلة كيميائية أو مسألة لوغارتيمية .
ألمٌ يتغلغل في الجسد منتقلاً من المعدة إلى الصدر فالحنجرة ثم القلب ليثقلَ العينين بسيلِ من الدموع ,
للفجر لون ,رائحة , صوت, مختلفات , الفجر عالم مغاير للعالم الذي نعيشه , هدوءٌ يراقص الروح .
لربما الشمس , الطيور و أنا نعيش وحدنا في هذا الوقت , فلا صوت لآخر معنا.
خرجتُ للشرفة ألملم ما تساقط من شجيرة الياسمين , احتضنتها باناملي, شممتها , راقبتُ موتها .
تأملت في الوجود كما اعتدت دائماً , فللخلق فلسفة تسوقكَ للزهد.
تبتسم زهرة الياسمين عند ولادتها , تفوح عطراً عند سقوطها , نقية صافية, لتودع الحياة بهدوء.
هل يمكن لأي منا أن يرفع من يتساقط و يحتضنه ؟
هل يمكننا ان نكون كالزهرة نفوح عطراً عندما نفارق الحياة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.