الصفحات

برنامجي الاِنتخابي عن الحب | حسنية الدرقاوي

لماذا كنوع من المناعة العاطفية لا يضيفون إلى لائحة التلقيحات الطبية، تلقيح (ض.ف.ح)، ضد الفشل في الحب؟!.
وعند كل صدمة أوإحساس بالدمار، يستيقظ جهازنا المناعاتي ويشن حربا ضروسا بمضادات حيوية للنسيان والتجاوز..
وبعدها يخضعوننا للتجنيد الإجباري في الحب في سن مبكرة، بضمانة الفشل كي يختبروا مدى نجاعة تلقيحهم من فشله، لنتخرج من التجنيد برتبة ضابط ممتاز في الاختيار المصيري والحتمي..

فيتم إعفاء أصحاب القلوب الهشة جدا في الدفعة من الخدمة، ويحالوا إلى خيرية الحب كأيتام، لنبحث لهم عن أسر بديلة تعطيهم الحصانة النفسية وقوة الشخصية، كي نتجنب سقوطهم في غياهب الإدمان أو الجنون العاطفي أو الاِنتحار..
في حين الظالمون في الحب، يرحلون مباشرة إلى إصلاحية انحراف القلوب اللئيمة لتقويم السلوك، حتى لا يرتكبوا جرائم الاِنسحاب وجنح هتك المشاعر واغتصاب الأحلام، عمدا مع سبق الإصرار والترصد..
أما المعطوبون بعاهات مستديمة والمصابون بتشوهات من متفجرات الحب المفجوع، فينقلون إلى غرفة النسيان المركزة لإجراء عملية غسيل لباحة الحب، وحقن مركز من الأندروفين لتخفيف وطأة الألم، ويمضون فترة النقاهة في حصص داعمة من الصبر والنضج للتأهيل النفسي الجيد.
هكذا، ربما نحافظ على ماتبقى من إنسانيتنا ولا ندمر بعضنا حبا..
هذا برنامجي الاِنتخابي عن الحب لإنقاذ بشريتنا من الإرهاب النفسي والعاطفي، وسأقدمه كمقترح ليناقش في البرلمان العشقي..
اِنتخبوني..!!، هذا إن لم يتم توقيفي بتهمة الشروع في حملة اِنتخابية مبكرة !!.
من مجموعتي القصصية "ثرثرة فوق الغضب"

حسنية الدرقاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.