الصفحات

رسائل زمن الورد 2 | وليدة عنتابي

الرسالة الثانية
رسائل زمن الورد
وردت قوافل الشوق على صفحات رسالتك محمّلة بالندّ والبخور ,تحرسها
ملائكة مجنحة بالغار والزيزفون وما إن ناشدتها بعضاً من توابل شرقية ,حتى أقالت أحمالها على رقعة تلهفي ,واستمطرت سمائي بتكاثر الهيام وسرت قشعريرة صهبائه في عروق انتظاري , حتى تنزّلت من من سكرات الوجد حوريات من عسل وسمن ,سرعان ماتخاطفها دراويش الغرام , وبتُّ على الطوى أشكو لواعج الفقد .
أيها الواقف على قارعة اليوم في مناشدة الذي يأتي والذي ولىّ ...من زمان يحبو ويلثغ التقينا , تلونا مزامير الروح على غفلة من الحواس , فأزهرت في فضاءات أشواقنا عرائش الليلك , وتضوع في حدائق دمائنا
الفلّ والياسمين ..كنت على الطرف الآخر للكرة الأرضية تناشدني العودة من مفاوز الضياع , وقد احتشدت مساراتها بقطّاع الأمل , ولصوص الأحلام ,ولا أنكر ياسيد أنني تلقيت رسائل أثيرية بعثها وجدانك وهي تضمخ مخيلتي بعطور المفارقات , وقد تدلى نهارك ذاك الذي اندلق /على حدّ تعبيرك /من جرّة أسطورية لها حجم جبل اشمّ ) .ليمسح بيديه جبين الكون , ويتلو سورة الانشراح .أتراك تذكر تلك البنت الوردية التي تبزغ من أقمطة الوصاية , لتشبّ على براري كلماتك التي تعاطتها سرّاً من كل اتجاه فاعشوشبت بيادر المعرفة ,وتكاثفت سحب الاحتمالات
أتراك تذكر هاتيك السويعات من عمر الزمان قبل أن يشيخ وتتقاذفه الأنواء ؟؟
أيها العاشق المريد العارف في آن واحد هل أتاك حديث الغياب والحضور على مرايا التجلّي , وقد عزفت أناملك على أوتار الحاضر فاشرأبّ الماضي من سباته يناشد الآتي مسافة ضوئية علّه يرممّ ما أفسده هنا والآن ؟؟
يؤلمني أن تظنّ بأنني حين فارقتك دفعت بك إلى الجحيم , وهل يمكن لمثلي أيها العاشق المفارق والمغاير إلّا أن تكون الجحيم عينه .؟؟وقد اشتدّ به الأوار , ليشق عنان المعاناة , وينفض شرر الاحتراق ....؟؟
تناشدني الظهور من جديد ,متوهّماً ارتواءً خلّبياً , وهموداً لثوران الروح
لاشيئ يروي الروح كالغياب , لتظمأ من جديد ..وعن بعد ..ولا يمكن للمعاش أن يكون الحاجة الأسمى .
ولا يمكن أيها العاشق الصّب الدنف أن أكون حجاباً يحول بينك وبيني
سأظلّ في مخيالك ذلك الوميض الخاطف الذي ماإن تطبق أصابعك عليه إلّا وقد أصمّت أذنيك قهقهة الأمواج ومكابدات الزّبد .....

وليدة عنتابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.