الصفحات

رأي :ـــ المسابقات الأدبية تسطيح للمعنى الحقيقي للتّجربة الأدبيّة | عبد الحميد دلعو ـ راوند

( محبتي و احترامي لجميع النقاد و المُحَكِّمين من أعضاء المُسابقات الأدبيّة و القائمين عليها ..... )
لكنني كشاعر أُنَزِّه التّجربة الشّعرية و الأدبيّة عموماً عن مفهوم التنافس و التسابقيَّة و ما يستلزمه_ برأيي الشّخصي_ من تسطيح للمعنى الحقيقي للتّجربة الأدبيّة المقدّسة إذ ينزل بها من كبرياء القداسة الفنيّة إلى مستوى الكتابة من أجل غرض غريزي ، كالتنافس لربح جائزة ، أو نظم الشعر و القصص لتعليم الناس ،
أو كتابة نص لتلبية حاجة ما !
فيلتغي الجزء الفني المقدس من القيمة الأدبية عندما تغيب الاقتحامية و النزعة العلوية و الرغبة الجامحة بتلبية الفكر لأجل الفكر و توابعه العاطفية ، التي يجب أن تهيمن على أعصاب و خلايا الأديب لحظة الكتابة أثناء انسيابه في برجه الفوق قدسي المُنزَّه.
فالركن الأول للعمل الفني ، العفوية و التلقائية و الانسياق تحت سطوة كتلة هائلة من العواطف الجياشة و زخم رهيب من العاطفة التي تُقحِم الأديب لاسيما الشاعر فيما لم يخطِّط له مسبقاً من حالات ملؤها العروج في شروقات عُلوية و معارج قُدسية.
كما أن الواقعية جزء أساسي من كُنه التجربة الأدبية فيجب انبثاق الفن من واقع اللحظة الشعورية و ظلال المعاناة التي تكتنفها، بينما نجد أن أغراض التنافس و التعليم تبتعد بالتجربة عن مفهوم العاطفة العاجية الجياشة إلى واقع غرضي غير فني و غير ثوري مُختلق لغرض معين .... نعم هو غرض نبيل لكنه لا يرقى لواقع الحالة فنية و لا يُسمى فناً. و من هنا أَلغَيت الشاعرية عن ألفية ابن مالك في فلسفتي الشعرية لأنها نظمت لتعليم الطلاب قواعد العربية فهي عمل تعليمي نبيل لكن غير فني و إن ارتقى لمستوى عال من البلاغة و النظم.
فالتجربة الأدبية وليدة حالة ثورية راقية من التماهي مع اللحظة العاطفية للتعبير عنها بأدب أو رسم أو غناء أو دراما أو مسرح أو أو .... بغض النظر عن اللغة المستخدمة و بلاغتها ( فصحى _عامية_ إنكليزية....).
لذلك و إيمانا مني بالمفهوم الفني و السياق القدسي للأدب و الشعر ، لا أدخل في مسابقات أدبية و لا أقبل بإخال أي عمل أدبي أقوم به في إطار مسابقة أدبية من أجل جائزة. لأنني لم أكتب يوماً من أجل جائزة.
نعم قد تلحق الجائزة الأديب نتيجة الاطلاع على أعماله من بعض الهيئات التقييمية لكن دون أن ينزل هو إلى مستوى الالتحاق بمسابقة كما حدث مع جون بول سارتر حيث مُنح جائزة نوبل بالآداب فرفض قبولها.
فالشعر تجربة فنية و ليس تنافس.
و خلافنا يا سادتي المُحَكِّمين و المتسابقين لا يلغي حبي و احترامي لكم و لما تقدموه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.