الموعد المنتظر | فاطمة بيروتية

إنه الموعد المنتظر , كل شيء مرتب كما تحب , فنجان القهوة والزنبقتين على طرفي الصينية , أغنيتك المفضلة , والظلمة التي تحبها , ووجهي القمري الذي لا تمل من النظر إليه ، النجوم المتلألئة , والبحر الهادئ , والنسمات تهب فيحرق صدري الملح القادم مع هذه النسمات أيقظني من نشوة الانتظار وحملني إلى نشوة أخرى نشوة لا تشبه أبدا روعة
حضورك بعينيك العسليتين , وملامحك الغاضبة التي تنفجر لرؤية بياض الفجر ...
لطالما كنت أعلم مهما انتظرت أنك ستأتي كنسيم الربيع الناعم ، تداعب مسامعي بكلماتك الجميلة وتحول الظلمة حولي لنهار دائم ... كيف لي أن استوعب أن صدري التعب لن يرتاح على أعتاب قلبك , كيف لي أن أعرف أن هذه النار الساكنة في أعماق روحي لن تهدئ أنت تحب القهوة مرة كنت تقول دائما أمي لا تضعي السكر في القهوة ، يكفي أنك تصنعيها لتصبح حلوة كالعسل ، كيف لي أن أنسى ابتسامتك والقبلة الصباحية على خديك المتوردين ...
ولكنك هذا الصباح لم تأتي ... لم تشاركني قهوتي ولم تسعد حبات الهيل بملامسة جوفك العطر ، هذا الصباح سرقتك مني قذيفة حولت جسدك لسماد يغزي تراب وطن طالما أحببته أكثر مما أحببت قهوتي المحلاة بشيء من روحي، هذا الصباح لم يستطيعوا لملمة ما تبقى من أشلائك اتصلوا بي ... قالوا يا أمه زغردي قد كان الليلة زفافه ...