الصفحات

مَن لي؟ | شعر: صالح أحمد (كناعنة)

صمتٌ! وأهرَقَ عاشِقٌ دَمَهُ، وأبّنَني
واللّيلُ يَكتُبُ سيرَتي في حَمأةِ الفِتَنِ
***
يَتَقاسَمونَ جِراحَ أغنِيَتي،
وليتَ دَمي بها يَشفَع...
أناْ لَستُ لي عَضُدّا!
وقَيصَرُ للّذي يَدفَع...
أناْ لَستُ لي سَنَدًا!
وكِسرى للّذي يَخضَع...

ما الشَّرقُ لي أبَدًا، وليسَ الغَربُ لي...
مُذ هُنتُ، مُذ ضَيَّعتُ مُنطَلَقي؛ فضَيَّعَني.
***
لستُ البِدايَةَ للذي يَجري...
ولا خَيطَ النّهاياتِ.
ظِلٌّ بِقارِعَةِ الزّمانِ تَفاؤُلي...
وتَشاؤُمي فيها غِواياتي.
أَسماؤُنا، أَلوانُنا، أَبعادُنا، أشلاؤُنا..
كُلُّ الحِكاياتِ...
ضاعَت على جِسرِ انتِصاراتي على ذاتي،
وتَشَبُّثي في مَن أتى يَقتاتُ مِن زادي، ويَصفَعُني!
***
فَتَّشتُ عَنّي في فَضاءٍ كانَ مِن لَوني...
فَوافاني صَدى الغُربَة.
ومَضَيتُ أستَجدي الرّؤى صُوَرًا...
فهَزّتني رُؤى النّكبَة.
كم عالَمٍ شَيَّدتُهُ؟
كَم قِصّةٍ سَطَّرتُها..
في حَموَةِ الغَضبَة؟
ضَيَّعتُها، أو ضِعتُ فيها...
لم يَعُد شيءٌ ليُشبِهَني.
***
صمتٌ! وعانَقَ عاشِقٌ دَمَهُ، فَهَيَّجَني
والغَيمُ يَسكُبُ غَفلَتي ماءً على الزَّمَنِ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.