الصفحات

كنافة حمراء _ قصة قصيرة | مدحت ثروت

 دفع عم منصور تكلفة رحلة الدير ﻻبنه حبيب من مُدخرات الشهر، فهو يعمل عاملاً بسيطاً في المصنع الصغير في القرية، وفي طريقِه للكنيسة حيث "اﻷتوبيس" حدّث الأب إبنه قائلاً: ﻻ تنسى أن تصلي لنا وأن صلي لجارتنا أم مرتضى وولدها كي يمن الله عليه بالشفاء، هنا تذكّر الصغير وقال ﻷبيه حسناً يا أبي وأنت ﻻ تنسى أن تشتري لي الفانوس الذي وعدتني به كي ألعب به مع مرتضى بعد عودتي.. قبّل اﻷب صغيره وعاد للمنزل داعياً له بالسلامة،
وصل المنزل رائحة الكنافة تمﻷ جنبات العطفة الفقيرة وأوراق زينة الشهر تصل بين المنزلين .. خرج اﻷب يوسف من منزل أم مرتضى بعد أن دعته ليصل لولدِها فيما تحرّك اﻷتوبيس للعمق. راجي يجلس بجوار حبيب يتجاذبان أطراف الحديث وعم سعيد السائق يلتقط حبّات السوداني واللب اﻷسمر مع صوت القداس اﻹلهي. متى سنعود؟ سأل راجي صديقه حبيب، فأجاب حبيب أنا أتمى أﻻ أعود من الدير أبداً، فكم تمنيت كلما ذهبت أن أمكث هناك لكن هذه المرة أريد العودة سريعاً فجارنا مُرتضى مريض وقد وعدته أﻻ أتركه وأن أزوره بفانوسي وصورة من الدير وقطع الكنافة التي ستصنعها لنا أمي، لم يمضِ كثيراً حتى صفق اﻷستاذ نادر: دعونا اﻵن نصلي يا أحبائي وبدأت صلاة الساعة السادسة وأثناء ذلك فوجيء عم سعيد بسيارة يستقلها ملثّمون اعترضت اﻷتوبيس ونزلوا مع قائهم الذي دخل وبدأ بالتهديد والوعيد فبادره أحدهم: هل ستتحدث معهم يا شيخ قابيل؟! هؤﻻء ﻻ يستحقون إﻻ القتل وبدأوا في إطلاق الرصاص وضع اﻷستاذ نادر حقيبة كانت في يده على الطفلة الصغيرة نجاة التي كانت تجلس خلفه قبل أن تناله الرصاصة، ذهب بعض أهل القرية لتصوير المشهد فيما ذهب والد حبيب للبحث عن جثمان ولده وأم حبيب تحمل حلواها لمرتضى تُخبره أن حبيب يعتذر عن الحضور. #مدحت_ثروت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.