الصفحات

آلهة الإفطار | وليد.ع.العايش

يوميات رمضان 2 
 كانت الشمس تعانق شغاف الغسق ، بعض الرياح تهز أغصان الزيزفون ، تجثو الأم على ركبتيها ، يداها تتجهان صوب سماء بعيدة ، بينما تقبع الطفلة اليتيمة في زاوية ضيقة ، لم تكن الدموع تكفي في ذاك المساء ، حتى الدعاء كان يبدو معاندا ، ثلة العصافير بدأت تهجع إلى أعشاشها ،
تاركة وراءها الطفلة تعانق الجدار الطيني ، الثوب الممزق يلثم ثغر الجسد النحيل ( لعلها تبزغ الشمس عند المغيب ) قالت الأم ... لكنها تبقى أمنية لن تتحقق ( أين طعام الإفطار يا أماه ... ) خاطبت الطفلة والدتها بصوت كاد يختنق في صدرها الصغير ، آخر عصفورة تقبع هناك على طرف النافذة ، رمت بكسرة خبز كانت تحملها ، الطفلة تجري باتجاه النافذة ، الأم تنظر بطرف عينها ، السكون كان مرعبا ، فقد غادرت الرياح منذ قليل ، تلوح الطفلة بكسرة الخبز ، ها هو طعامنا يا أماه ، الصمت يعلن الحداد ... 

 -------------
 وليد.ع.العايش
2 رمضان - 2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.