الصفحات

حنين | فاطمة محمود سليطين


مُتَلوِّعاً أرتادُ أطْلالَ الوَفا
حيثُ اللّقاءُ مَودَّةً وتَفاهُما
مُتصفِّحاً أوراقَ عمرٍ ينتشي
بِسُلافِ وجهٍ قدْ أشاح تَصرُّما
يَجترّني وَجْدي أُكفْكفُ دُرّةً
جَمّاحةً للبَوحِ ، لا لنْ ألْجُما
تَوْقاً إلى ماضٍ طَروبٍ تَحْتسي
فيه الشّفاهُ رحيقَ أورادِ اللُّمى

والرُّوحُ تفترشُ الفضاءَ غَريدةً
وتقبّلُ الأقمارَ ، تَجْني أنْجُما
بِذؤابةٍ شقراءَ من شمسِ الهنا
تتسلّقُ الأبراجَ في كَبِدِ السّما
فتسوقُ قطعانَ السَّحابِ لَهيفةً
وتعبُّ أنفاسَ النّعيمِ تَنهُّما
والعينُ تَحتكرُ الحُبورَ مُشِعَّةً
تَذْروهُ في كلِّ الوجوهِ تَبسُّما
لاخيرَ في نبضٍ يَدومُ رَتابةً
إنْ لمْ يُبعثرْهُ الشّعورُ تَشرْذُما
مَيْتاً يعيشُ المرء ُدونَ لَواعجٍ
يَمتازُ فيها عن جَماداتِ الدُّمى
أَشْبِعْ شبابَكَ ناهِباً ضِرْعَ الهَوى
لانَبْتَ تُغْويهِ الجَنائنُ دون َما
حافظْ على إغمادهِ سيفَ النَّوى
بَدِّلْ بصَقْلهِ غِلظةً و تَثلُّما
َ
فَبِنصْلهِ تُجتَزُّ كلُّ مَشاعرٍ
في دِفْئِها غَفتِ القلوبُ تَناغُما
هلْ تَرجِعُ الأيّامُ حُبْلى بالمُنى؟
فَتُهدهدَ الرّوحَ الجَزوعَ تَكرُّما.

فاطمة محمود سليطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.