الصفحات

لو كنتُ | شعر : مصطفى الحاج حسين

لو كنتُ بصحبتكِ الآن
كنتُ سأطلب من الفراشاتِ
الابتعاد عنكِ قليلاً
جاءَ دوري باقتطافِ رحيقكِ
وسأرجو النّسمة
لا تخطف منّي رائحة شذاكِ
عطركِ اليوم لي وحدي
لا أريد للدروبِ أن تشرد به

وسأتوسّل للشمسِ
أن لا تتزوّد من ضوئكِ
طالما نحن نغطّ في عناقنا
عليها مؤقتاً الاستعاضة بالغيومِ
وسأقبّل أيدي العصافير
لكي لا تثير الضّجيج من حولنا
وتلفت أنّظار الوقت
وسأتضرّع لله بخشوعِ العاشق
أن يوقف الزّمن
لأجل أن لا تقولي :
تأخرت عن البيتِ
سأعمل جاهداً على إقناعِ الشّجرة
كي لا تسمح لظلّها الوارف
أن يغادرنا
وإن داهمتنا الظّلمة سأطردها
حتّى لا تنتابكِ الوحشة
وسأصرخ بوجه القلق
إن حاول المساس بكِ
وأقاتل جنون الشّوق
إن تلكأ عن احتضانكِ
وأزجر روحي بقوةٍ .. إن كفّت
عن الموتِ في حضوركِ
سأهزم كلّ الحزن .. من قلبي
وأطفىء نار الاشتهاء في دمي
أروي ظمأ الحنين
سأنهش الأرض إن تململت
وأخمش وجه الفراق .. إذ جاء
لن أسمحَ لهذا اللقاء .. أن ينتهي
أدفع حياتي ثمناً
لهذا البقاء
لو كنتِ بصحبتي الآن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.