الصفحات

منقار بائس | وليد.ع.العايش

منقار بائس 

حطت العصفورة الملونة بسنوات طويلة رحالها على طرف العش البائس ، لم تشأ تلك الدمعة الهاربة من رحم زمن الرعب أن تسقط على عيدان القش ، بينما كان جناحها الأيسر ينزوي خجلا خلف تربة مشتتة ، الشمس كانت وقتذاك تجمع بعض أشياءها ، فالجبل يتربصها في شوق ، لم تحاول خلع معطفها ، الحياء الأنثوي يضرجها بعنفوان رجل ، امتطى طفل دميته مستعجلا فرار النور ، النوافذ بدأت بإسدال ستائرها السوداء ، بينما شجرة الكينا تروي حكاية جدتها لأغصان غضة الوجوه ، تراتيل المئذنة القريبة تغرد خارج سرب مساء يميل إلى أجواء رقص إفريقية الملامح ، صوت
خلخال يشذ عبر أثير ريح ملساء ، قطيع الخراف يأوي لسكون ليل آت ، باشق أهوج الملامح ، يفتش بين غيوم صفراء ، عندما أعيته رحلة الطيران ، اغتال منقار تلك العصفورة ، بكى في صمت ، ثم تركها تهذي وغادر صرير الغيوم ، عصفور مازال في قمرة عش ينظر بلهفة ، العصفورة تتشبث برصيف العش البائس ، الحيرة تكاد تفتك بآخر أرياشها ، نظرت إليه بطرف عين ، الدمعة تقرر الهطول الأخير ، الصغير يعاود تدريبه على مساء أعجف ...
------------
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.