الصفحات

بحث عن المكان المسروق مدينة الله ــ القدس ..للروائي د.حسن حميد | الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

مدينة الله رواية المكان المسروق والوجع الإنساني المؤثر والنزيف المستمر بل رواية التوثيق لإثبات الحق بالحجة والبراهين والملفت هنا أنها أي البراهين أتت على لسان شخص غير عربي .يطوف بنا الكاتب د.حسن حميد محلّقاً في رحلة سندبادية المكان في أزقة وشوارع ومعالم القدس الدينية و ناثراً ضوء قناديله الشديدة الشعاع حول تقاليد أهلها وأعرافهم فنراه تارةً واصفاً جزئيات الجزء فيها وتارةً مخبراً عن حادثة متعلقة بها وتارة أخرى ذاكراً مثلاً أو مقولة أو أسطورة حدثت في جنباتها .

ــ والغلاف الخارجي للرواية من الأمام لوحة يتجمع فيها كثير من ملامح القدس من المسجد الأقصى و برج اللقلق وشرفات المنازل و المغارة المقدسة و كنيسة
القيامة والأماكن الأثرية والأسواق والشجر والبشر وجبال سلوان وتأتي في نقوش بين اللون البني المحروق والأسود وكل هذه الأماكن لها علاقة في تفاصيل الرواية والشخوص ومن الخلف مقطع من الرواية ورد في الصفحة 14 من الرسالة الثانية والمعنونة باسم ..القدس.
ـــ ولطالما شكل العنوان عتبة مهمة حتى يتم الولوج إلى فضاء النص الروائي لأن به رسالة من الكاتب أي المرسل إلى المتلقي المرسل إليه وفية وظيفة دلالية وعند
للروائي د.حسن حميدد. حسن في مدينة الله ليس مجرد عنوان للعمل الأدبي بل هو مفتاح للدخول إلى عالم الرواية وعند تحليل الجملة الاسمية مدينة الله نرى هذا التركيب ليس وصفاً فقط بل هو التقديس والتوحيد والتبجيل من الله عزّ وجل لبقعة أنزلت فيها الديانات السماوية على البشر وبالتالي هو عنوان ديني ووجداني في آن واحد يحمل رمزية مقدسة عند كافة الأجناس البشرية .وقد ذكر العنوان في الصفحة 491 على لسان صاحبة النذر زهية وجاء كما يلي .. مدينة للرّب..
ــ أما بالنسبة للإهداء والذي أصبح ظاهرة مألوفه يخاطب فيها كاتبنا شخصية مؤثرة يجسد مشاعره بالامتنان من خلال لغة وإشارة و إيحاء وعاطفة فجاء مختصراً ومعبراً ووجدانياً وموجه إلى أنثاه ناديا..إلى ناديا..ملاكي الحارس ..أبداً.
ــ الاهتمام بالمكان الروائي كعنصر أساسي في البنية الروائية له الفاعلية القصوى في السرد والدلالة والأبعاد و كاتبنا جعل من المكان أحد أهم حوامل البناء الروائي وليس فقط مسرحاً لتفاعل الأحداث والشخوص ويسلط كافة العناصر من شخوص وحوار وأحداث لتكون في خدمة المكان وقدسيته
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموريــ الفضاء المكاني والجدلية التي يبسطها توظيف الوصف في النص السردي الذي يلامس أهميته الكبرى في منجزه الروائي . فالمكان في رؤيا شمولية للتفاصيل والجزئيات وكاتبنا يظهر الانتماء و التماهي المطلق له .
ــ وبما أننا أمام تحليل العمل الروائي في مدينة الله نأخذ بما جاء في تعريف نظرية السرد والتي تتمحور حول تفكيك الشكل الأدبي والذي يكون حاملا للمعنى المراد وبكونه الواهب الذي أنجز من خلاله المقصد والفحوى والمعنى.
ــ البنية السردية للعمل الروائي تتكامل مع وجود العناصر الراوي والمروي و المروي له وكذلك لا يمكن الفصل بين الزمان والمكان عند تحليل البنية السردية لوجود ترابط عميق بينهما يصل إلى حدّ الانصهار وتندمج حتى تصبح الأمكنة لخلق الفضاء الجعرافي للنص السردي وبالتالي يكتسب المكان خصائص وسمات خاصة ومميزة وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى أهمية متعددة الدرجات والمراتب للمكان .وربما المنهج الشكلي يعطي في رواية مدينة الله.

الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.