لا وداع | غالية ابوستة

لست أهلا لوداع باحتفال
------- لا ومن سواك لن يسري بحال
-
أنت من أنت وقد غنيتُ وصلك
-------بترانيم القمــــاري في سجـال
-
قد سقيت الشَّهد ذوبا بالمنى
-----------وزهوري تتسابقُ بالعسال
-
قد خلفت الوعدَ أسقيت القذى
------أمنيات الحبِّ ربَّات الحجال

-
بين تهجيرٍ وقتل بامتهان
-------- جائرٍ ما بين حرقٍ واعتقال
-
وابتسامات وأحلام عِذاب
----سافرت في الذعر في فك الزوال
-
والبراءات التي في ثغرها
-----------فرحة الدنيا برغمٍ عن قلال
-
إذ تضيء الشمع والكأس يدور
-------- فوق أشلاءِ وأزهار تُغال
-
إنَّني بالحبِّ أحسنت التلاقي
------------إنّما لحتَ لجيدي بالحبال

*****

كلّ من عذّبتهم أهلي وناسي
-------دونما حسِّ وقد دست الجمال
-
لاعج التفاح والزّيتون نزف
-----في عيون النَّخيل ذرّيت الرّمال
-
وابتذلت الهيلَ بالبن اليماني
-------تحتسي للنيلٍ تسفِي بالبّرمال

أيُّ حسنٍ باهرٍ أضحى رماداً
----تحت نعليك وتنهي للوصال
-
والعصافير التي غنتك فجراً
-----في حروفي بالمنى بين الدلال
-
خنت للترنيم من قلبٍ غريدٍ
----لربيعٍ فيه كحّلت السَّمال
-
وغرزتَ السيف مسموم الذّبى
-----إذ تغادرنا وأبقيت النصال
-
بين أجداث الضحايا وجياع
--سمت بالأشلاء والشجو المجال
-
آهِ يا للحزن من حرفِ الرجا
----خنته المسكينَ أشقاهُ اختلال
-
قد غدرت الزهرَفي عرس الشّذا
غِلت للأنداء في زرع الرجال