الصفحات

التفاتة | هُدى محمد وجيه الجلاّب

التفاتة هُدى محمد وجيه الجلاّب

مِنْ يُصدّق؟
أنّ السرّ كان التفاتة
لكنها حملت جمال الشام على رموش فاترة..
سيطرت عليّ سطوة الهوى إذا ذاك واستيقظ ذهولي
وأنا وحيدة في ناقلة كبيرة تضج بأصوات..
آلت نفسي غريبة وصارت تغازلني كلمات
وحجارة طرقات وقطن مُخيّلتي حقول
وبراري ومساحات لا تحدّها الكوكب الضيّق الصغير..

طفقتُ أدندنُ آملة؛ كان بداية ونهاية، مقفرة كانت ذاتي متصحرة
والقلب لمْ يطأ أرضه ذلك النبض الغريب..
يجهشُ بعضي بالبكاء ويطرق بعضي وأشياء تسترق النظر
حتى المرايا وبعض صور بين الضباب
وامتزجت تفاصيلي مع همس السَحَر..
لازمني شحوب ليمنحني لون الخريف
ويبعد عنّي ملايين العصافير لأبدو فزّاعة
أحدّق بالفراغ البهيمي المتروك للعدم..
أؤمن أنّ العذاب نعمة..
أنّ في لون البنفسج الحزين سرّ لسعادة
أنّ في الغروب لحن جميل..
وأنّ الدمع يسقي ملايين الزهور القادمة..
أؤمن أنّ تناغماً غريباً بين الوصل والحرمان
وأنّ السماء تبكي ويأتي الفرح
ويأتي صوت الله
وقوس قزح والجمال..
أين أنت يا بردى الآن؟ كي أرفدك بدمعاتي
ربّما أعطيك بعض نزقي ليتدفق الحُبّ في البلاد
هُناك جوع وعطش وهُناك الكثير مِن الترهات..
آن الأوان كي ألتقي بك على انفراد،
أسمِعك سمفونية غضبي الممتزجة بالتراب
والآهات والتنهدات الآملة..
وحدك الآن تسري في الشوارع المرتعدة مُتوغلاً تتفقّد
وتلفّ نمنمات أعرفها وبعض أعشاب..
تتبع صوتاً في صدى يجهله الغرباء، تهمسُ وأسمعك..
يعصفُ القلب وتضيق عزلتي ويقضمني فراغ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.