الصفحات

حسناءُ الرصيف | وليد.ع.العايش

الرصيفُ كانَ يئِنُّ
مازالَ الصبحُ في ثورتهِ الأولى
سياراتٌ تُعانقُ بعضها
وبعض الحصا المُتمرّدة
الناسُ تحتَ سقفٍ واحد
وعنوان واحد
لا ... ربُّما أكثر
يمتزِج خليطٌ بشريّ
الوِجَهةُ مُختلفة
الشمسُ تُناوِرُ كما جُنديٍّ

يُحاولُ الانسحابَ منْ معركةِ أخيرة
تُطِلُّ تلكَ السمراء
لستُ أدري
رُبّما ما كانت سمراءَ اليوم
الشَعرُ يكادُ يُغادرُ كتفيها
ريحٌ عاتيةٌ عصفتْ منذُ قليل
الجاكيت السوداء قذفتْ
بأزرارها في بحرٍ
تركتْ قميصاً أبيضَ
يُداعبُ وجدانَ الصدرِ المتمترس
في قوقعةِ جليد
حسناءُ الرصيفِ للتوِّ وصلتْ
والثورةُ وصلتْ
بِنطالٌ أزرقَ
يحاولُ فِراراً من أعينِ شمسٍ
يُخفي كلَّ الأقمار
وروضَ الأزهار
( يا لجمالِ ذاكَ البنطال )
قالَ أحدُهم في سرّه
رُبّما لمْ يقصدْ ذاكَ البنطالِ
عيناها تتخفّى
الثوبُ يتطاير خوفاً
الخصر مازالَ في الجعبة
أكانت أنثى ... أم لعبة
تَحمرُّ شِفاه ملساء
يا لخجلِ تلكَ الحسناء
ظلم الطرقات يسلب بسمتها
يسرقني لحظات قلبي
على هاويةِ سريرِ شفاهٍ حمراء
رَبَتُّ على كتفِ قلبي
اِصْمتْ ... أنْصِتْ
بقسوةِ جلادٍ
صفعني ذاكَ القلبُ
ما دَخلُكَ أنتَ
عيناي تتحاورُ
عبرَ تفاصيلِ جسدٍ
يا ظُلمَ هاتينِ العينين
أُقسِمُ بأنَّ الجنّة والنارِ
تسكنُ في جوفِ
هاتينِ العينين ... وجسد الأنثى
مرَّ المطرُ بِحياء
أمسى أكثر خجلاً
منْ بعضِ البشر
تركتُ شفتاي تبتسمُ
الصورةُ في ذاكرتي ترتسِمُ
الأنثى الأسطورية تقفو
يا لوجعِ الوجهِ الآخر
بقيتُ هُناكَ
أنا ورفيقي ... وسرب مطر
على قارعةِ جَمَال رصيفٍ ننتظرُ ...
__________
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.