الصفحات

و يحدث أن أمتطي الغياب | بقلم :ــ هند بومديان ــ الدار البيضاء ــ المغرب

أتى المساء .....
محملا بالكثير عنك إلا أنت ....
خالي الوفاض منك ......
تنهد أيلول غيما بغيابك .......
فدمعت السماء غيثا ......
فزعت فسيلات الفرح .........
و رمقتنى بنظرة حسرة ليس بعدها نظرة ....
أطرقت الشمس رأسها فى وجل ........
و سألتنى النجوم أيناك على عجل....
طأطأت رأسى بخجل ......
و مشاعرى ترتدى إسورة النسيان ...

سرحت خصلات الوقت .....
تفقدت جنونى .. و نشوتى العالقة على ساعد الأحلام ...
بحثت تحت وسادتي عن آخر قصيدة كانت لك فى جعبتى .....
ف استيقظ الحزن من تحت رداء الخيبة..........
يخبئ فى عباءته ملايين التساؤلات .....
أجوب مرارا و تكرارا ذاكرتى عائدة الى حيرتى .....
هناك حيث خريف الأمنيات ......
لتتململ من تحت أوراقها قصيدة ......
تكحلت ذات سهرة بفرح عقيم ......
أفتح حقيبتها .....
ألتقط يراعى و أسكن غضبه و حزنه ..........
و ألقم قرطاسى أحلاما مستعارة ....
عساه يكتب لى رسالة لغائب..
بالدمع أسطر أبجديتها......
و بالروح ألملم أبياتها .........
و عندما يسألنى ساعى القلوب ...
عن عنوانها ...............
أخبره كما عادتى .............
خذها إلى حير تى وغربتى ..........
أودع مواويلى .. حضن قبر وحدتى ..
وعلى أطراف الحياة ..........
أناديك ................
لأجدك قد أرسلت الغياب يؤنس وحشتى ..
و أخلط همسك و الحنين .........
برقة فى فنجان قهوتى ..................
و أمارس الغناء حافية المشاعر ........
تعقبنى تراتيل قيثارة الوله ..............
و صوتى المبحوح فيك ......
يغرد بصمت موشحات الصبر ...........
فأطلق مجون أفكارى إليك .............
و قد سال لعاب الكلمات من شفاه الورق..
يا غالى الأوصاف .....أذكرني .....
عانقنى و لا تتركنى ........................
ف اللهفة إليك تسبقنى ............................
دثرنى .................................
من عيون القمر ... فى السماء أو فى الخفاء ادسسنى ...
ولا تطرق بابى على مسامع العابرين ومعك مفتاحه.......
ف إني لأخاف من أرواحهم أن تختلسنى ..................
أقيم طقوس عبادتك و مناسك عشقك فى محراب التوق .....
صباح ....... مساء ..................
أقلب مكاتيب الحنين على جمر اللهفة .............
تستلقى الأحلام غافية تحت كف الدوح مستسلمة للهذيان....
فلا تزح صورتك من جدرانى .........
أيها المنصهر فى و جدا نى ..........
المقيم فى تلك الزاوية على شرفة قلبى .....
حيث فى ركنها الوحيد يعانق طيفك خيالى .....
و أنت تحتسى عجرفتك و تنهك فنجان الهوى بالحنين.......
أشعل مواقد الشوق لأدفئ خلجا تى بهمسة تائهة ...........
أيها المقيم على بعد آلاف الفراسخ من جسدي .......
المستعمر المقيم في كيانى ...........
ألا كففت بالله عليك من العبث .....
و لا تبعثر فى كف آذار الأحلام كطفل شقى ..............
تداعب أورا ق الشوق المتساقطة من غيابات الأحاسيس .........
فى جنبات و جدانى .....................
لتشاكس روحك غربة نافذتى ..............................
فيغفو خضاب الأمل ......................................
فوق أصابع لهفتى و أشتياقي .........................
أيتها الروح المتسربلة بأعماقي .......
إعتدت أن أثقل كاهلك بأو جاعى و حكاياتى ......
فامتطيت غيابك و تهت عن طريق عودتي ...
فأين أنثر حبات الحنين إليك و قد تلاشت سطور رو ايتى ............؟؟
و حروفي مدججة بالرحيل إليك ؟
فقل لي بربك ـ
كيف أحتوى الدمع الهارب إليك ؟
و شواطئ اللحظ باتت عقيمة ....
تتقاذف رياح الدهشة أمواجي .....
و أنا !! .. قل لي يا أنا !! .... كيف أر تق مشاعري ..............؟
بحروف إن ضاعت فى رثاء الحب هزلت ...............
و حارت أبجديتي حين لم تجدك و فى سطورها الكثير أختزلت...
كلماتى العطشى سقمت من الوجع و تهاوت .........
شح عطاؤها و شحب بريقها بغيابك و ما ارتوت ....
و مع ذلك سأخبرك سرا ...:
وحدك أنت ..تبقى قصيدتى الأجمل .........
لأكتبك بشهية و نهم ................
أُبسمل... ثم أذكر إسمك ......
لأقيم طقوس العشق بطهارة .....
ألثم الصبر الذى طالما أغدقته علينا الأيام بالأحلام ..
أبعثر و هن السنين و ألملم القبلات التائهة على وجنة الليل....
ثم أعانق الدفء فى أعماقى عسانى ألمس طيفك .............
فيشعرك بظل همساتى ......................
أرسل لك مع اليمامات مكاتيب تدون حكاياتى معك ......
و أقبل جبينها لأبعث لك سلامى و هيامى ........
يتدلى ظلك على ثغر أحلامى على عجل ............
ألمحه و لا أطال سوى السراب .....
برودة الأيام و طولها يعتلى جبين العمر ...........
و يبعثر السنين على ناصية الإنتظار.............
فتترامى على مسامعي تغاريد الصبرالمندحرة ....
تتقاذفتها رياح الهذيان .....
فتخبر المارة :
أن هنا كانوا أغرابا ومن هنا مروا عزاباََ ........
و اليوم ها هنا صاروا عشاقا .......................
أسمع خطى التوق فى أعماقى و أعاتبه............
ففى مثل هذا الوقت من النبض اعتاد ........
أن يتبختر فى مشاعرنا الحنين .............
و ما زال عطر إطلالتك عالقا فوق ساق الوقت ........
و ياقات الحروف ...............
ومازال ذاك اليراع الذى يكتب اسمك.........
يرقد بالقرب من قرطاس شاخ ليدون قصة حب ابدى .....
و ينتظر أن يكمل باقي أبيات القصيدة. .....
عيون الإنتظار ابيضت ....................
و ما ضمدت الذكرى حنين القلب.................
و لا بائع النسيان زار أروقة الوله ليسلمها مكاتيب اللقاء.......
فاغلق باب الغياب من فضلك و عد إلي محملا بموعد ولقاء.....
لم يعد فى كنانتى دمعا و بوحا معتقا ........
عميق هو هدير مشاعرى المشتاق..........
و رحب صحراء غيابك الأفاق ...................
و الحنين يذبحنى كل يوم كقربان .........
لآلهة الغرام

من ديوان ....... أندلسية الهوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.