الصفحات

يا صانع المزمار | جاد عبد الله

يا صانع المزمار
و ان لم يعجبك عزفي على مزمار صنعته انت, اكذب علي مرة و قل انني املك الموهبة.
لا تحطمني عند باب منجرتك, فأنا لم أدفع ثمن صناعتك بعد.
اسمع يا قاسي القلب واضح الرأي سديده و سيد نفسك, هذا ثمن بضاعتك و ارحل من ذاكرتي الى الابد.

و إني لست أعيش بذاكرة تحمل القيود و تبني طرقا مسدودة مسبقا , و ذلك لانك لم تكذب علي مرة.
يا صانع المزمار
ارحل و اسرق كل جريمتك من قلبي , قبل ان يعتكف على خوفه و صدمته. فقد كان يحلم بما لاتعرفه انت, و ان كنت تعرف لا تقل .... لانك حينها ستذبح قلبي و ينزف حتى آخر قطرة في الامل.
دع قلبي يعتقد انك جلف صلف جاهل بالحلم و يبرر لنفسه بجهلك سببا ليبدأ من جديد.
او يعتقد انك تغار من موهبته الفذة في العزف على مزمار صنعته ولم يرك بشر تعزف عليه او على غيره مما صنعت.
و لكن يا صانع المزمار
لما ارى قطرات على المزمار!!!! و كأنها قطرات عرق لها رائحة نادرة لم اشمها منذ مئة عام او اكثر.
كأنها رائحة الكبرياء, رائحة تعتقت بالقدم فبات ريحها القوي النادر يثمل العطشى لزمن الوفاء في زمن التيه ... انه يثمل الاوفياء.
و مبسم المزمار فيه بلل و له طعم بات في يومنا مجهولا لا يعرف. اشك في انه طعم تذوقته في زمن كان قديما يدعى زمن القيم .. نعم هو طعم الحرية في زمن القيم ... هذا الطعم اظنه مات في زمان اليوم زمن الندم.
اتعلم يا صانع المزمار
اني اظنني أخرق فهم متأخرا و انني اظنني أثقلت قلبك بحروفي, و لعلي أو ليس لعلي بل اني جرحتك ككل البشر.
اظنك سليل الشمس و سيد القمر, انت الشجر و لب الثمر... انت الارض ... فاعذرني و اغفر لي ايها الوطن.
يا صانع المزمار
انني مثلك لا ننتمي الى هذا اليوم واننا من الماضي و لدنا و نحيا في الغد كسفينة تحمل روح الامس الى جسد المستقبل لكي يولد من جديد الامل.
تصنع مزامير الروح ليعزف الفدائيون لحن الديمومة و تنشد ارواح المجد نشيد الخلود فتبقى شامخا عالي الهمم.
يا من تمزقك الحدود و رايتك باتت ألف علم .. هذه حروف الفداء اعزفها سيوفا علها تطهر ارواح امة تفتت الى امم.
امنحني فرصة فأعيد عزف الحرف بهذا القلم, فلربما أتقن لحنك و اكتب اسمك فوق الجبال وتثور براكين الشرف فتمطر ضعاف القلوب بالنخوة كالحمم.
او أقضي كقطرات المطر يحتضنها ترابك و امضي في سراديب مجدك مؤمنا بك حرا عشت و اعيش و حرا اموت و لست ذئبا جائرا و لست ابدا من قطيع الغنم.
*******************
جاد عبداللها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.