الصفحات

تلك المرأة .. ( قصة قصيرة) || ساجدالزين

بسببِ ضجيجِ الناسِ وزحمةِ الشوارعِ ،و أمواجِ المارّة . في عاصمة السلاطين ،ولأخذ قسط من الراحة ِ؛ اضطررتُ للجلوس على كرسي مقهى صغير، رحتُ منه أتصفح وجوهَ العابرين من أمامي . بعد دقائق قليلة لاحظت وجود أمرأةٌ قد جلست قبالتي ،ربما تجاوزت العقد السَادس ،والحيرة بادية في عينيها. لاحظتها خلسةً تتفحص وجهي كأنها تبحث عما يذكِّرها بشخصٍ تعرفه.
وضعت بين شفتيها سيجارةً راحتْ تنفثُ دخانَها بهدوء . استدارت بوجهها نحوي ابتسمتْ وبادرتني بالحديث.بلهجتنا العراقية تناولنا أمورَ السياسة ،والدين،و الادب ،والعلم،وشؤون المرأة ،والحبِّ ،والخيانة.كنّا
مختلفين في أمور، ومتفقين في أخرى. بعد ساعة ،فجاة قطعتْ ْحديثها الشيّق. نظرتْ إلى ساعتها ونهضتْ معتذرة :
اسمح لي ،أرغب في لقاء آخر معك، إن كنتَ لا تمانع في ذلك. قبل أن تسمعَ ردّي تركتْ على الطاولة ثمنَ فنجانيْ قهوتنا، واندفعتْ خارجة.
وأنا استرجع مع نفسي حديث المرأة ؛ حتى جاءني عامل المقهى العراقي ليسألني وابتسامة تعلو محياه: هل عرفتها؟؟؟قلت : لا...قال: هذه وزيرة الطاقةالذريّة التي جُنّتْ في معتقلها، وأطلقَ سراحَها الأمريكان بعد ذلك ، إعتادتْ الجلوس في مقهانا بين وقتٍ وآخر، تتبادل الحديث مع رجلٍ تختارُه وهي عند مدخل المقهى. كنتَ حضرتك إختيارها لهذا اليوم.... شهقتُ... ياه وزيرة الطاقة الذرية.؟ُ!! تلفتُّ وأنا أشعر أن هناك عيونا تتفحصني الآن..أسرعتُ بالخروجِ او على الأصح الهروبِ ،متحسساً رقبتي.وجواز سفري ، فقد قررت قطع إجازتي والعودة فورإلى بلدي.
ساجدالزين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.