الصفحات

إلى أين ؟ || حنان درويش

عند شهقة النهار الأولى ، خرج يتأبط خريطة وهواجس وسنوات أمضاها عزيزا في حضن سورية ، بينما والداه يحكيان له عن فلسطين ، وعن بيت تركاه مرغمين . انطلق إلى حيث احتشد الجميع . صاح جيرانه :
-- إلى أين ؟

-- إلى الجولان المحتل
اندفع بشوق .. كان اشتياقه بحجم الوطن الذي يناديه ، لينشد شهادة في سبيل حق سليب .
بدا الأفق أمامه متشحا بالسواد ، فأتت الهتافات تباعا تبارك بذل النفوس دون حساب .
قال له ابنه الصغير قبل أن يغادر البيت :
-- أبي .. أريد الذهاب معك
-- الوقت القادم لك يا بني
شاب وقضية يسابقان الحتف ، كلما تناهى إلى سمعه طلق من بعيد ، أو لوح إليه بلغم ، رفع ناظريه يلم عن المدى أحزانه ، ويعد الطاغوت بدحر قريب ، ونداء يقول :
-- يا فلسطين الرفض ، يا فلسطين الانتماء .. اتقدي ، وصيري محرقة للآثمين .. وياأيتها الأرض التي خبرها والدي زرعا ، انفتحي قبورا للطامعين .. واطمئني يا بلادي ، مادام في العينين ضوء ، وفي النبض إرادة ، وعلى الكتف بندقية .
انطلاقا من هذا الإيمان ، ذهب الشاب إلى الجولان .. رأى أترابه وأناسا آخرين .. التحم معهم ، وبدأ يعاند الريح . أخذه جموح الأمنيات صوب دروب موحشة ، ومفازات ملغمة .. عانى ما عانى ، لكنه وصل .. كانت " يافا " بانتظاره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.