الصفحات

حب وعواء || وليد.ع.العايش

الساعة الحجرية تجاوزت عقارب الظلمة , الصمتُ أرخى ثوبهُ على البيتِ البدوي المُزركش بألوانٍ هائمة , المرأةُ ترتدي ثوباً زاهياً , تسدِلُ سِتارتها , الرجلُ كانَ يُسافرُ بنومٍ سحيق , التعبُ تناوشهُ طوالَ اليوم , الشخيرُ يكسِرُ الهدوء , على الضفّةِ الأخرى , الأطفالُ يمرحونَ ويصرخون , فجأة يصمتُ الجميع , يبدو بأنَّ تدخُلاً ناعماً قدْ حدثَ لتوّهِ , القطيعُ يستسلمُ لآلهة الكرى , همهماتٌ هُنا وهُناك , الكلبُ يُنهي استراحة قصيرة , يستنفرُ سلاحهُ الأبيض , على كومةٍ منَ التُراب يتربص
, تدسُّ المرأةُ جسدها الأسمر تحتَ دثارٍ مُهترئ , تململَ الرجلُ المُمددُ قليلاً , بدَّلَ في نومتهِ , فجأة ينتشرُ همسٌ وكلمات لمْ تستمر طويلاً , كانتْ التنهيدةُ تستبقُ الجميع , تباعد جليدي لم يخطر على قارعةِ البال , الصمتُ مازالَ يفرِضُ سيطرته , سيدُ القطيع ينتفضُ , اِستنفرَ البقية , رادرُ الكلب بدأ العمل بتسارع مثير , رائحةٌ غريبة مع ريح خفيفة , شيءٌ ما يتسللُ في السوادِ , نبحَ الكلبُ بشكلٍ مُختلف هذه المرة , سِمعَ نباحه صديقه البعيد , هبَّ منْ مرصده لحظات , كانَ الاِثنان في خندقٍ واحد , الزوجُ الثَمِلُ يُمسكُ بطرفِ ثوبه بأسنانه المحطّمة , بندقيةٌ عتيقة تبحثُ عن فريسة , الصمتُ فجأة أمسى ضجيجاً موجعاً , الأطفالُ يتوارون , رُبما خوفاً , الكلبُ وصديقهُ في المقدمة , الشبحُ كانَ قريباً جداً , المرأةُ لم تغادر الفراش , تمسحُ أشياء , يبدو بأنّها مازالت تحت تأثير الدقائق , رصاصةٌ طائشة تكسِرُ الضجّة , عِواءٌ يبتعدُ , القطيعُ يعاودُ نومه , الصمت المتواري يظهرُ مِنْ جديد ...
............
 وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.