الصفحات

مطبات زمن النحس || ابتهال الخياط

صوتها يعلو في رأسها كارها حياةً احتملت معها الكثير من الألم ، ولاشيء يحميها ،مجرد غرفة بالية وسرير يئن باستمرار ،حتى بلمسه فقط وليس النوم عليه ،وهي التي تحب الضوء الابيض الساطع تحتمل صفرة باهتة من مصباح متدلي من اعلى الغرفة .
وذاك الصندوق الصغير الذي تنتظر فتحه يوما لتفرح بما فيه من هداياه .
لاشيء ..
صرخت لتقتل كل همسة عشق فيها له :

دعوني أذر رماد روحي فما في صندوقي ليس بمجوهرات وانما صندوق خالٍ من حياة و ذكريات .
..... ...... ......
وهي تجمع حاجياتها غاضبة اصطدمت به يمنعها من مغادرة حياته قائلا :
انك تعلمين أنني لا أستطيع ان اقدم لك شيئا و منذ زمن بعيد فلماذا الان تريدين تركي ؟
أمسكت جبهتها وكأن وجعا ما داهمها .
لم تجبه .
أجهشت بالبكاء .
أزاحته عن طريقها وسط ذهوله.
وقف ينظر اليها واجما .
شعر أنه قرارها الأخير ولن ترجع عنه.
وصلت الباب ،
أدارت مقبضه ،
وقفت ! ،
تهلل وجهه فربما حبها له سيعيدها ،
استدارت لتجعل نظرها نحو منضدة بمرآة كبيرة.
نسيت شيئا ما !
تقدمت مسرعة نحو صندوق صغير مقفل حملته برفق .
كان صندوقا فارغا أقنعت نفسها مرارا أنها ربما ستجد فيه يوما خاتم زواج هدية منه.
قالت دون ان تنظر اليه :
سآخذه لأتذكر أنك لم تحاول قط..فلا أعود اليك.
......
ابتهال الخياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.