الصفحات

مداد الألم || مصطفى خالد بن عمارة ــ تونس

مذ أن طرقت باب الكتابة و أمسكت بالقلم ولدت بيننا علاقة عشق و نبتت بين جنبي فسيلة حب لا أظنها ستندثر أو تذبل يوما و لا أعتقد أن المداد المتمخض منه سيجف و ينضب من جبه العميقة تلك،فأنا قد مللت جرر أحزاني و لوكها في صدري لوكا و لم أجد لإفراغها بد غير تلطيخ بياض الورق،فقد طَفَلَتِ الشمس علي و طال بزوغ فجر ليلي حتى سئم القارئ سطوري المستعبرة و ضجر المار على حروفي الدامعة لكن يراعي
هو الذي لم يرافق ورقتي و بياضها إلا في عز الألم و قمة الوجع فلم يكتب قط عن السعادة فإنه يأبى خطها و لا يجرؤ بَلَّ البياض و نقش الأحاسيس المنمقة الكاذبة عليها‘إني على عهد مع الحروف التي أنسجها نصوصا أحسبها دواء يزيل آلامي أو يُسَكِّنُها فقد أصبحت الآثار التي أتركها على أوراقي بمثابة علاجا لنفسي و ترياقا لدائي فاتركوني أطلب الشفاء و ألتمس الحياة التي تكاد تسبقني و تتركني للموت يقتطفني و لا يزال في قبضة فؤادي أزهارا لم أغرسها بعد و أشجارا لم أجْن ثمرها،دعوني أفرغ جعبتي المليئة بالسواد في كؤوسكم الصغيرة فلا أظنكم ستبخلون علي بسكبها فإنها ستنقص علي الكثير،و لا تزيد عليكم شيئا.

..........بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.