الصفحات

أنت الدليل و الحجة | حنان علي أبو عجوة‏

بالأمس و المساء يشارف على السادسة باغتني صوته هاتفا : ماذا تفعلين هنا ؟ هذا الشاطئ للكبار فقط .. قاطعته قائلة : و ماذا يفعل الصغار هنا إذن ؟ قال : و هل تصدقين بأن محمدا الفاتح حين وقف على الشاطئ كان صغيرا !!.. قلت : لا يعنيني كثيرا ما يعنيني أنك مهما قلت لن تستطيع أن تشوه التاريخ بكلمة .. قال : و هل تصدقين بأن وقفته تلك هي التي صنعت منه بطلا فجئت تجربين !..
قلت : مع أنه لم يكن يلقب بالفاتح في ذلك الوقت إلا أنه كان قائدا على اعتبار ما سيكون .. صمت طويلا حتى فاجأته بقولي : و الآن .. علي أن ألتقط لك صورة .. هلا ابتسمت ؟ فأجاب بسخرية : التقطي أنفاسك أولا يا صغيرة فالبحر عصي على عدسات الصغار و كاميراتهم .. لكني عنيدة متمردة إلى الحد الذي جعلني ألتقط الصورتين خلسة و أهرب و ما زلت أبحث عن مكان آخر ألتقط فيه أنفاسي بعيدا عن البحر كي لا يراني فينتصر حتى عدت للبيت أتأمل الصورة و أرى فيها دموع البحر و توسلاته يناديني و يستسمحني ؛ فقاطعه صوت أخي يسألني عما إذا كان أزعجني شيء في الجامعة أو رأي ما في النقد .. أغلقت هاتفي المحمول و أجبته : نعم .. قالوا عن الشعراء يحبون البحر و يخاطبونه و يبثونه مشاعرهم تحت شعار البحر هو صديقي و أنا أقول دائما : مستحيل .. شقيقي هو صديقي و ما زال النقاد في حيرة من أمرهم يقلبون الحجج في الرأي الثاني بين مؤيد و معارض .. قال لي : و أين المشكلة ؟ أجبته : المشكلة أني من أنصار الرأي الثاني و ليس معي إلا دليل و شاهد .. الدليل هو أنت .. و الشاهد هو البحر .. أما أنت فأعظم من أن أقدمك كدليل .. أما البحر فأضيق من أن يدلي بشهادته ..
حنان علي أبو عجوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.