الصفحات

اقتربْ قليلاً بقلم :هدى الجلاب



اقتربْ قليلاً علّها تهدأ نفسي 
وأستيقظ مِن غفوة طويلة 
ليُزهر صبح بورود مُزركشة. 
يَضيقُ الكونُ في عينيّ ويتعملقُ دواخل روحي 
الهوى. 
أنتَ يا مرايا الفرح ونوافذ النور كمْ أنثى
عشقتك
ولوعها حضورك؟
كمْ طاردتك فراشات وتبعتْ أريجَ ورودك الفواحة؟
أراهنُ بعمري على كثيرات ضمرن لك حقولَ مودة
مُوشوشة
فيزدادُ كيل ولهي.
أتخيّلُ لوعة عذارى إلى حدّ يفوقُ تصور ملامح الثريا
وعمق البحور، 


هل تتخيّل كيف أعيش مِنْ دون ملامسة روحك؟
يُحيط فيّ جمود وأشواك وأهيم بنصف جناح بين غيمات
مُضللة وأسراب مُحلقة في لُجّة واهمة
وكُلّمَا استيقظ فجر جديد يراني على جلستي السابقة
في العتمة ذاتها بينَ أوراق مُجعلكة وفناجين فاترة
ويفيقُ الشوقُ كلّ بُرهة سارحة
والنفسُ على حافة ضجر ترفرفُ وحيدة.
أيّ شعور يسحبني مِنّي؟
أخشى أصابع ترسمني ضعيفة أمام مرايا وسطوح
وتلك الشجرة المُموسقة لا تصدق أنّني وحيدة هُنا.
جئتُ أُعيد معنى العشق وطعم دراقه المُسافر
خارج منطق المعقول،
مِنْ بين غيوم مُتعانقة وفصول أهطلُ مِزنة مخصوصبة
بطعم مُكوثر وإيقاع صاخب الحضور أتوهج
وأتلاشى كبرقة في سماء سارحة.
ويُرهقني شرايين باردة وشغب عروق خافقة
وسط شدائد ولي قلب يشبه طبع الهوى،
مسكون ببساتين مزركشة وأنهار نابضة ومساكب
عطور.
تصول أرواح ونجوم وأقمار وسِحر غائب حاضر
يُدهشني وصقيع بالحنظل مَجبول. 


.. هُدى الجلاّب