الصفحات

خُذِي الْمَساءَ لِحَتْفِه مِثْلَ قُرْبَانٍ بَائِسٍ ــ شعر :

عادل سعد
(1)
بِمُوْسِيقى الْعَتْمَةِ سأحْشُو هَذَا الْمَسَاءَ
مِثلَ قِطٍّ ألِيْفٍ
وأفْرِدُ وُجُوهَكِ الْمَاثِلَةَ في الْمَوتِ
مَرايَا
وأحْرثُ أعْشَابَ اللَّيْلِ.
(2)
بِمُخِيِّلةِ صَيَّادٍ مُقْعَدٍ
أوَجِهُ قَصَائِدِي صَوْبَ غِيَابَكِ
وأخْطِئُ
كَريْحٍ.

(3)
كَثَمَرَةِ الْخَطِيئةِ
أودُّ أنْ أخْلَعَ صُوْتَكِ عنْ كَفِّيَ
وأسَمِّي الْخَرَابَ رِحْلَتِي
الْقَادِمَةِ.
(4)
الْحَدِيْقَةُ وحَشَةُ الْهُنَيْهَةِ فِي قُبْلَةُ الْمَوْتِ
تُدَحْرِجُ تَابُوتَ فَرَاشَاتِها لِلْقَنْصِ
وتُغْلِقُ كِتَابَ أحْلامِهَا
عَلى قَلْبي.
(5)
خُذِي الْمَساءَ لِحَتْفِه مِثْلَ قُرْبَانٍ بَائِسٍ
وافْقئي قَلَبَ رَقَصَةٍ أفْرِيْقِيِّةٍ
واشْعِلي جَمْرةً بِيَدِي
كَبُكاءٍ
لَيْسَ على أحَدٍ.
(6)
بمَا يكْفِي مِنْ الأَلَمٍ
سألْتَقِطُ صُوْرَةً أخِيْرَةً لأصَابِعكِ
وهي تَحْفُرُ قَبْرِي
كَخُلدٍ أعْمَى.
(7)
أعْرِفُ أنَّ الشَّهِيْقَ بِكِ
أكْثَرُ عُمْقَاً مِنْ زُرْقَةِ الْمَوْتِ
أكْثَرُ وَحْشَةً بالظَّنِّ
لِفَانُوسٍ دُوْنَ زِيْتٍ
فِي غُرْفَةٍ
مَعْتَمَةٍ.
(8)
هَذِه التَّنْهِيْدَةُ
الْمُخَبَّأةُ فِي الْمُشَاكَسَةِ
تُقَدِّحُ انْدِلاعَ طَرِيْدَتِكِ بِعُرْيهَا
بِعُرْيهَا فِي الْمَشِيئةِ
كَمَلائِكَةٍ
تَتَلَكأُ عَلى صِرَاطِ
شَفَتَيْكِ.
(9)
خلْسَةً
سَأنْسَى أنَّكِ الْبَحْرُ
وأصْرَخُ بِجُرِح مَرْكِبٍ قَدِيمٍ
يَتَلَّمَسُ الْيَابِسةَ
بِحِكْمَةِ أعْمَى.
عن مجموعة: جَمْرَةٌ لِلْحَياةِ / قُبْلَةٌ لِلْمَوْتِ.

* روائي وشاعر من السودان