الصفحات

ألا ليت الشباب يعود يوما| قصة قصيرة ...*ناديا ابراهيم

⏪⏬
كان يسير بخطوات مسرعة على الرصيف ،يحملق بكل من يمر حوله بيأس ويردد داخله، لا جدوى من السرعة، فقد فات آوان المحاضرة، دون قصد منه صدم فتاة بكتفه ،فارتفع غليان دمها ،التفتت نحو الوراء وقالت متحررة من جمودها :
__ لوكنت تركب سيارة مرسيدس لتسببت بحوادث سير مرعبة،إياك أن تصدق من يقول لك دخن عليها تنجلي ؟!.
وحتى لاتشبهه بحيوان تحمله قدمان ورأس في الأعلى لحق بها بخطوات نزقة،سمعت خلفها دبيب حذائه وصوت همساته وقبل أن ترشقه ببعض المفردات،ضحك بوجهها بارتباك وقال لها عن صفاء نية:
__ ليت كتفي التي صدمتك انخلعت من ابطي، ولكنهما لاتصلحان لهذا الزمان
أعتذر منك اميرتي إلى أن نلتقي مرة أخرى سأنتظرك ولو بعد عام.
بيد أن الفتاة التي احمر وجهها خجلا استعذبت ما حدث وعانقت كلامه وقالت في أعماقها:
__ ما أروعك !!.
على الضفة الأخرى من الطريق تنطح شابان من رفاقها أحدهما كان يكتب لها أغنياته بأصابع من حنين ويدين لها بأحلام مجدولة بضفائر الشمس وينتظر في السنوات المقبلة مواسم شهدها،قال له مستنفرا:
__ ما القصة يا أخ؟!.
والقلب يهطل أنينه بالحب اتسعت عيناه بالدهشة،لم ينبس بكلمة واحدة ،فقط بهت وجهه مترمدا بالخوف،في معمعة الاستفسار ضاعت شفتاه وتاه عنه نطقه.
اشبعه الشابان ضربا ورفسا، وراح يصرخ صرخات صادرة من قاع الرعب ولحظة استيقظ من حلمه ،وجد نفسه متخشبا كقبضة طين ، تحيط به أنفاس المتفرجين المندهشين من كل الجهات احدهم كان يصرخ وبيده كيس من الدواء وفاتورة مطلوسة بالكلمات لأحد الاطباء:
__ من منكم يعرف هذا العجوز؟؟.
كل المقهورين والمقتولين صمتوا يستنجدون بعدالة السماء.
إلا هو كان يردد في أعماقه:
__ ألا ليت الشباب يعود يوما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.