الصفحات

الصراع الدرامي في مجموعة "عندما قررت الغزالة البرية أن تحب" للقاص عمرو عاطف رمضان

⏪⏬
الأفكار والدلالات
العنوان والعناوين الداخلية
أولا العنوان .......
أن أول ما يشدك هو عنوان المجموعة فكيف للغزالة أن تحب إن قررت وكيف تقرر وهى التي تعيش أزمة البحث عن الحب .. أنها الغزالة التي ترمز إلى الإنسان في رحلة البحث عن السعادة المفقودة انه الإنسان الذي يحمل في فمه عشبه لونها أحمر .. فيتداخل الانسانى والرمزي في ثنيا المجموعة ..كأنه يعيش ويحي على طريقة تشارلز دكنز حيث وجد المؤلف نفسه مصلحا اجتماعيا يتناول الأزمات الاجتماعية السائدة من حوله يضعها في قالب قصصي مثير محاولا تقديم النصح والإرشاد من خلال زمن الفضيحة الذي يجعلنا نرى ما يشبهنا .. أنها تلك العائلة التي تطاردنا في غلاف المجموعة .
ثانيا : العناوين الداخلية //////
تحتوى المجموعة على أربعة عشر قصة تطالعك العناوين التي تتكون من كلمة واحدة في قصص ( دمى – الظل – النور – ثلج – جميلة – مارك – البالونه – مترو – على ) عدد القصص تسعة بينما العنوان الطويل تحتل خمس عناوين ( وهي عندما قررت الغزالة البرية أن تحب – حكاية كاتب يكتب من اجل المال – الباب الخلفي للمعبد – جلست على جسر من الليمون – ذاكرة الساعة الخامسة ) من كل تلك البيانات الإحصائية نتباين أن المؤلف غارق في العناوين القصير التي تتكون من كلمة واحدة فقط والتي يخاف من خلالها أن يشىء بما يحكى انه الخوف الساكن شخصيات العمل وهى تسعى للهروب من كلام البرق .
الصراع //////
أن الخير والشر هما البطلان الرئيسيان في كل قصص المجموعة والصراع هو أساس القص وركيزته .. وإذا ذهبنا إلى تعريف الصراع المسرحي لوجدنا انه يرتكز على تعريف انه :
( هو الاختلاف الناشئ من تناقض الآراء وجهات النظر بالنسبة لقضية أو فكرة بين شخصيات المسرحية )
حيث يعد الصراع من أهم العناصر التي يرتكز عليها البناء الدرامي ويبنى الصراع إلى وجدود قوتين رئيستين متضادتين ينتج عن تقابلهما أو التحامهما ما يدفع الإحداث إلى الأمام من موقف إلى أخر .
والصراع هو الفعل ورد الفعل
وهو أيضا الهجوم والهجوم المضاد
أنواع الصراع :
1 – الصراع الخارجي
2 – الصراع الداخلي
إذا الصراع هو الصراع الطبقي بين القوى المسيطرة ، والطبقة المسحوقة التي تبحث عن الخير والجمال .. صراع يختلف فيه المنظور الفكري والسياسي والايديولوجى أنه الصراع الذي يغطى المسرح القصص في وقت واحد حي بخيل ألينا أنه صراع أزلي نابع من واقع الحياة .
كما جاء بقصة دمى ذلك البطل المتعب من الحياة الذي يحاول أن ينام فتجد الناموسة التي ترتبط معها فعل القرص ( يقول الكاتب تغرز أبرتها في جسده ) (كما يقول يتذكر أخته وهى تبكى ) ولمسة أمه التي تضيع ( يقول الكاتب الناموس يزداد على يدي ، وعلى جبيني ..يغرس ابره في هجمة واحدة فتضيع لمسة أمي )
لكنه في عمق اللحظات المفاجئة للصراع وهى لحظات الذروة ( العقدة ) ينقلب الصراع إلى الصعود سلبا ليهبط إيجابا متخذا مسار نحو الانفراجة – حاسما الصراع بنهاية يعلن بانتصار أحد الطرفين كما جاء في قصة عندما قررت الغزالة البرية أن تحب أن القصة تحتوى على أكثر من عنوان فرعى بالأرقام التي يبدأ بها الكاتب من صنع مقاطع تحتوى على قفزات الصعود ففي الرقم 6 يقول الكاتب ( حمل الصورة وذهب إلى الدكان ليضحك فى وجوه الناس ويعمل بجد ونشاط ، وخاف أن يحصل أحد على الصورة أو يراها في جيبه ، فخبأها تحت درج مكتب أبيه ) يقول في المقطع رقم 1 ( نظر محمد فوجد أباه يدور في المحل لاهثا في خفة كأنما يدور في فلك سماوي وتداخلت أمام الولد الصور والذكريات فهتف بصوت عال وكأنه في قصر :
- أين هي ؟
بهذه الجمل يتمحور القص المقطعي في محاولة البحث لكن الصراع يشتد عندما يصل البلطجية الذين يملكون ألان الحارة فيتحول البحث عن الماضي إلى الألم ( يقول الكاتب تجمعت إشاعة الأصيل فوق أجساد الثلاثة الراقدين فوق بعضهم فبدئوا يتحركون كسلاحف واهنة )
تتميز نصوص المجموعة بتكنيك الصعود في بناء الصراع الرامي وهو الفهم لصياغة الأعمدة
أ وهى مقاطع الطاولة التي ترص في الخانات لتصنع ماسات الإنسان المعاصر الذي يموت وهو يبحث عن ماذا يبحث هو لا يعرف لماذا يبحث ؟ ويظل يبحث ويبحث إلى النهاية .
العقدة
هي النقطة التي تنقلب فيها الإحداث نحو الضد .. فهي تقع في نهاية الصراع الدرامي وبداية الحل .. ومن ميزتها التشويق والإثارة فعندما يبدأ الصراع الدرامي في تطوير الأحداث أي هي نقطة تحويلها من مسارها السلبي نحو صراع عكسي ايجابي .. كل قصة من قصص المجموعة لها عقدتها الرمزية كان العقد في المجموعة القصصية تواكب الصراع بواقعية وتتجه بها نحو عمق العقدة يتبع فيها الكاتب نهج حبكة داخلية .. ينشأ داخلها الصراع النفسي والعقلي .
الحوار
هو تبادل الحديث بين الشخصيات بنوعها في النصوص .. ومن وظائف الحوار في النص انه يبعث روح وحيوية في الشخصيات ومن شروطه أن يكون مناسبا وموافقا للشخصية التي تصدر عنها انه لا يكون مخالف إلى قيم المجتمع وبحثه عن الجمال في الحديقة القصصية ( يقول الكاتب في قصة جميلة في جملة حوار طويل أيها الأنجاس ..... إياكم وان يقرب أحدكم بيتي أو أن يتلفظ معي بكلمة واحدة سأغلق بابي على ولا أريد منكم أحدا لعن الله إباءكم جميعا )
لكنه يعود موفق في جمل الحوار الآتية التي تقفز بالصراع
- ما الذي جاء بك إلى هنا يا أيمن ؟
- دكان أبي يا سليم !
- لم يعد كذلك .ز هذه الحارة الآن للبلطجية ..
والسكون يحيط بالحارة من كل مكان ...
- لا عليك .. سنرحل قبل أن يستيقظوا . .
حيث يقوم الحوار بدور هام وهو انه يخفف من رتابة السرد الطويل الذي قد يشعر فيه القارئ
والحوار في النصوص قليل حيث اعتمد الكاتب المؤلف على المنولوج الداخلي .
الشخصيات
أن تكون معبرة مقنعة متفاعلة وحيوية حركية ومحركة ومتحركة مع الأحداث متطورة ونامية داخليا وخارجيا بتطور فعل القص ..بعيدة عن التناقض من البداية إلى النهاية
أن يتوفر فيها عنصر الصراع والمقصود به الاحتكاك بينها وبين نفسها وعواطفها الذاتية والمحيط الاجتماعي وبينها وبين الشخصيات الأخرى .
وكلما كان الصراع الدرامي قويا واضحا بين كل هذه المكونات كانت القصة ناجحة .
في حضور البعد الاجتماعي في قصص
أنواع الشخصيات الفنية في النص ..الشخصية الرئيسة وهى التي يختارها الكاتب القاص لتمثل ما أراد تصويره والتعبير عنه .. كل ذلك لا يقلل من دور الشخصيات الثانوية وان كانت أدوارها قصيرة نلاحظ أن كل الشخصيات مهزومة تبحث عن الحب وفى طريقها للبحث تتعرض لكثير من الألم النابع من المحيط الاجتماعي فتجد ذلك في دمى كذلك فى قصة عندما قررت الغزالة البرية أن تحب كذلك في ملمح عام في جميع القصص حتى الشخصيات الثانوية تعانى بشكل أخر .
أخيرا
الانفراجة والحل :
أما فيما يتعلق بالنهايات القصصية فأن القصص المكثفة تفرض نهاية حاسمة سريعة من خلال عبارات نهائية تحقق التنوير دون اختصار مخل أو تطوير ممل والنهايات القصصية منها المغلق ومنها المفتوح أو كما يقال نهايات النهايات في نهايات بعض قصص المجموعة تجد نهايات غير تقليدية حيث تنتهي القصة بجملة حوار مثل قصة دمى :
( ألا لعنة الله على الناموس )
كذلك قصة مترو ( ولكنى لم أعد أعلم إلى أين ذاهب بالضبط ؟ ) تتنوع باقي النهايات بين نهاية عادية إلى البحث عن نهاية غير تقليدية كأنه يحاول أن تكون قصص المجموعة .
تتميز بالنهاية المباغتة .. وهى من ميزات القص المكثف والنهاية فيه ركيزة أساسية وعتبة من عتبات النصوص لقد تميز الكاتب بمحاولة صنع النهايات ......
-
*محمد الليثى محمد
ـــــــــــــــــــــــــ
➤هذه الدراسة قدمت بنادى الادب باسوان يوم 31 -12 - 2020 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.