الصفحات

الســــافلـة ...*صلاح احمد

⏪⏬
من بين الأنقاض و هذا الدمار و الخراب العظيم تطل برأسها و جريمتها في حضنها .
عيون وقحة تحملق في كامرا المصور مرة و في رفيقه أخرى .
- هل يعقل حدوث هذا !!.لديهم الوقت لهذا !!.
لرياضة السيقـان وقـــت !!و للتـأوهـات وقت!
لممارسة الحب وقت!!و للحمــل وقــت !!
و ما العجيب في هذا . انتظر من فاقد العقل الأبله أكثر .
-- قل حيوانات .
-- حاشاها الحيوانات تفعل . رد حامل الكامرا على زميله . و عاد الى صمته و هو ينظر الى الخراب المحيط . فأعتقد من تصرفه أنه نسي أمر البلهاء التي شدته .
-- كنت مراهقا طائشا و كانت لي دراجة أجمل ما فيها أزيزها .يومها زرت جدي المقيم في ضيعته .
خرج من خم الدجاج مسرعا بإتجاهي طالبا مني إسكات الدراجة و فورا . ففعلت متسائلا .
فهمت من جدي بحكم احتكاكه بدجاجاته و معرفته بها أن الأصوات العالية تفزعها فتتوقف عن وضع البيض. لا غيره الهدوء تريد و الا حرمت جدي من بيضها الذي يحبه .
-- الدجاج هكذا ؟!.
-- أزيدك من الشعر بيت. لجدي نعجة في العام الأجدب تعزف على أن تسعده بحمل كان ينتظره.
احتاطت نعجـة جـدي للأمر.مـا حملت أبدا ما حملت
رغم ما وفره لها من علف و من أمــان.
ثقتهــا فيما تجـود به السمــاء ، أكبر من ثقتهــا في كيس الشعير الذي وفره لها جدي .
ما اروعك كبش جدي صمت بالعام الأعجف نعجتـــك. كبحت جماح نزوتك .
خذو الحكمة من دجاجات جدي و نعجته يا أوباش.
فأبدا لن أقبل عذرا مهما قيل وأبدا لن اقبل تفسيرا .


* الحثــالـــــة
أنين الشابة السوداء ، و التي إتخذت من مدخل العمارة ملجأ لها و طفلها نغص على الحاجة يمينة ليلتها .أنينا متقطعا تقشعر له الأبدان .
هاهي الحاجة و إبنها يجران المسكينة الى داخل السيارة يتبعها طفلها الذي لم يفطم بعد .
البطن المنتفخة شدت انتباه سمير !!
إلتمس لها أكثر من عذر يا بني . قالت الحاجة موجهة الكلام لإبنها دون النظر في وجهه.
-- أبدا و لا عذرا واحدا ..حثالة .
-- سنة الحياة يا بني .
-- سنة ماذا ؟! حياة و أي حياة !! هاربة من الجوع و الحرب. تعيش على ما يتصدق به سكان الحي عليها و طفلها .
على طول الطريق الى المشفى ، سمير يحدث نفسه في سره .و عينه على السوداء التي تتلوى في الخلف و طفلها في حضنها .
من أين لها الوقت للتفكير في نزوتها .ان كانت لها نزوة ؟!! متى .. أين و كيف؟!!
لا حول و لا قوة الا بالله .و لا الحيونات .نعم و لا الحيونات.
-

*صلاح احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.