الصفحات

حينَ فاضَ الفُرات ...* شعر الدكتور: عبد يونس لافي

⏪⏬
لِمَ يا فُراتَ الخيرِ تجري غاضِباً
مهلاً ولا تغضبْ
فإنّا حائرونْ
موجاتُكَ الهَوْجاءُ تُرْهِبُنا
وإنّا خائفون
الليلُ داهَمَنا ولا
ندري الى أين الرحيلْ
أَإِلى الجبالِ فلا جبالْ!
مشلولةٌ أقدامُنا
مكتوفةٌ كلُّ الأيادي
كلُّ شيئٍ عندنا شِبْهُ مُحالْ
خاشِعةٌ أبصارُنا
الوقتُ يسبِقُنا وما زلنا نُكابِرْ
صَعْبٌ علينا
أن نُغادِرَ…. لا نُخاطرْ

لُطْفاً فُراتَ الخيرِ أمْهِلْنا رُوَيْدا
صَرَخَ الرضيعُ
أما سمِعْتَ الصارخينْ؟
هلاّ رحمتَ العاجزين؟
رِفقاً بأهْلِكَ يافُراتَ الطَّيِّبينْ
فلقد عَشِقْناكَ سنينْ!
ولقد أَلِفْناكَ سنينْ!

منك نَهِلْنا كُلَّ خيرٍ كُلَّ طِيبْ
واذا اسْتُغِثْنا نسْتَجيبْ
ألْهَمْتَنا معنى الحياةْ
علمتنا نحيا الإباءْ
نَنْشُرُ نورَ اللهِ في الأرض بلا
مَنٍّ ونحنُ السُّعَداءْ


واحَسْرَتاهُ أرى عُيوناً
باكِياتْ
تجْهلُ ما تحملُ تلك القادماتْ
أبناؤُكَ النُّجُبُ الغَيارى واجِمونْ
ماذا عساهُم فاعلون؟
إيْ يا فراتْ
اليومَ لا نعلمُ ما هو اۤتْ
إنّا لنَخْشى أنْ تَموتَ الذكرياتْ

يا أيُّها النهرُ العظيمْ
أتَحِلُّ ضَيْفاً عندنا عند الصَّباحْ؟
أمْ في دُجى الليلِ البَهيمْ؟
هل لكَ أن تُخْبِرَنا قبلَ الوُصولْ
ليسَ لدينا ما نقولْ
سَتَرى أحِبّاءً يُحَيُّوكَ
يُجيدونَ التَّحِيَّةَ …… حَيِّهِمْ
سيعانقوكَ يُوَقِّروكْ
ستراهُموا عينَ اليقينْ
كُنْ يا فراتُ لهم وقُلْ
يا طيِّبونَ لكمُ السلامْ
خَجِلُ أنا منكم وها
سأعودُ ناموا آمِنينْ
-
د.عبد يونس لافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.