الصفحات

نحنُ السّنابل كالوطن ْ ...*أحمد عبد الرزاق عموري

 ⏪"إلى روح صديقي الأديب أحمد جميل ...رحمه الله وجعل مثواه الجنة"

نحنُ السّنابل كالوطن ْ
لا ..لا نموتْ
جسمي مرايا للجراحْ...مزارع فيها الرصاص
والنـّـار أحلاها على كبدي
مصلوبُ فوق فم الحقيقة كالمسيح بقرب شاهدة لأسْماء الوفاءْ
دنيا كأرملة أمامي ترتمي
حبلى المشاعر ..هل بمولود الكلام وصالها؟
عيني أحررها كطير يصطفي...
وطنا بمرآة الرّوابي كي ترى
ما تشتهي بالكون من أخيارها
قالوا: وبعض العَنّد كالمرسوم فوق عيونهم
قل غير هذا يا فتى...دنياك
هي حبّة من خردل تختال فوق عيوننا
زرعتْ كراهبة بكلّ جمالها آفاقها
حجر الجهات بمرمر النّفحات
هي ربـّما..
بلقيس تلقي بالغواية من مفاتن نذرها
هل نحن كالأنعام في حلقاتها؟
للمهتدي من مضغة الآتي برازخ سرّها
والموْتُ يتْعبُ ربّما منّي قليلاً ربّما
حتّى يحاولَ مرّةً أخرى مباغتتي
فأنا ونصل الموت نبدو أصدقاءْ
وحصاد بوصلةُ السّنابل ربّما سرّ الغباءْ
نحنُ السّنابل كالوطن ْ
لا ..لا نموتْ
وحدي بقافلتي سأمضي مثقلاً
أتفقّدُ الكفنَ المغرّدِ قربَ قافيتي وأنسى جثتي
أتصوّرُ الأمجادَ كالطّفلِ المدلّلِ فوقَ عرشِ المنْطقِ
ظمأُ الشّجاعةِ ينحني مثلُ اليتيمِ بلا أبٍ كالمشتكي
ينسابُ محزوناً بجسمي فوق رأسي كالقرينْ
بفمي تجلّى كالسّحابةِ في هطولْ
نحنُ السّنابل كالوطن ْ
لا ..لا نموتْ
فأنا هنالك أو هنا
عينان بالأشواق كاللغز الدّفين سناهما..
تتلمّسان بقرب ذاكرة الصّبا أثر الخلود
وغشاوةُ الوقت المسجّى كالجدار على الغد
أيقونه الإقصاء عنْ قصر الفرحْ
مرآتها كالنار تأخذنا زوابعها
-
*الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.