الصفحات

فَتِيلُ الظَّلامِ ...* شعر : مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
كانَ بإمكانِكِ أيَّتُهَا النَّسمَةُ
أْلَّا تَقتَرِبي مِنْ فَضَاءِ يَبَاسِي
فَأنا أشعَلتُ حَسرَتِي
وَبَنَيتُ السُّدُودَ لِدَمعَتِي
وَقَيَّدتُ آهَتِي في أقبِيَةِ ناري
وَدَعَوتُ النِّسيَانَ أنْ يَغمُرَ نَبضِي
وَأوصَيتُ الزَّمانَ ألَّا يَتبَعَ أثَرِي
هَرَبَتْ مِنْ رُوحِي الشَّواطِئُ
وَخَلَّفَتنِي الذِّكرَياتُ وَحِيدَاً
أَقتـَاتُ على فَتِيلِ الظَّلامِ
فلماذا وَجهُكِ لاحَ لِي في الوَمِيضِ ؟!
وَلِماذَا صَوتُكِ تَهـَاوَى مِنَ الأقـَاصِي ؟!
بَينِي وَبَينَكِ ألفُ سَرَابٍ وَسَرَابِ،
وَهِضـَابٌ، وَبَـوَادِي
وَأنا كَي ألمُسَ أطرَافَ ظِلِّكِ
عَلَيَّ أنْ أجتـَازَ بُحُورَ الجَحِيمِ
وَأنْ أطوِيَ الكَونَ بأجنِحَةٍ مُتَهَالِكَةٍ !
وَأنْ أعبُرَ أنفـَاقَ المُستَحِيلِ !
لَسْتُ مِنْ نُورٍ لأقُولَ أُحِبُّكِ
لَسْتُ مِنْ عِطرٍ لأطرُقَ رِحَـابَكِ
أنا شَـاعِرٌ رَجَمَـتْـهُ الكَلِمَـاتُ
وَتَخَلـَّتْ عَنهُ القَصيِدَةُ
تُطَارِدُنِي الهَزِيمَةُ كُلَّمَا نَادَيتُكِ !
وَيُهَاجِمُنِي صدى الانكسارِ
حُلـُمٌ أنـتِ ..
لا مَشَارِفَ لِلدُّرُوبِ إلَيهِ !
نَجمَـةٌ لا تَطالُهَاالجِهَاتُ !
مِنْ دُونِ أمَلٍ وما زلتُ أحُبـُّكِ
مِنْ غَيرِ رَجـَاءٍ سَأبقَى أنـادِيكِ
رُبَّمَا الوَهـمُ يَجمَعُنَا
أو قَد تَبزُغُ للحُلُـمِ أجنِحـَةٌ .
-
*مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.