الصفحات

قِصَّة الجَرِيمَة | قَتَلَه الشَّيْطَان ...* بِقَلَم الأديبة: عَبِير صَفْوَت

⏪⏬
لَا تُجَادِل كَثِيرًا أَيُّهَا الطِّفْل الشَّقِيّ هَذَا مَا تَلَفَّظَ بِهِ الْمُحَقِّقُ الْمَصْلُوب فِي بَاطِنِ الْأَمْرِ مُنْذُ جَاءَتْ إلَيْهِ تِلْكَ الأَخْبَارَ الْغَرِيبَةَ مِنْ بَعْضِ الْأَفْرَادِ ، حِينَمَا تَحَدَّثُوا بَلَغَه الْإِثَارَة عَن النفق الْمَهْجُور ، اِحْتار أَمْرُ الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ يَرْتَعِش إمَام الْمُحَقِّق "قسم" حَتَّي قَالَ مَنْ انْحِنَاءَه فِي ظَهْرِهِ المقوس بِدَافِع الْأَزْمَان :
اُنْظُر فَسَوْف تَرَانِي أَنَا الأَعْرَج صَاحِب حَالَتَي الْخَاصَّةَ الَّتِي لَا تَقَوُّمُهَا إلَّا الضَّعْف وَالِاسْتِسْلَام .
خَرَج الْمُحَقِّق "قسم" عَنْ صَمْتِ رَهِيب ، حَتَّي قَال ومعكوف مِن زرعاة أَضَاف تَمَيُّزًا ومثقول الثّقَةُ فِي فِطْنَة مِنْ لَبَّ عَيْنَاه شَهِدَت بِالْوَفَاء لمهنتة زَادَ مِنْ أَصَالَتِه :
إِلَيْكَ عَنِّي خِلَاف إِنَّك الْقَاتِل ، تَقُول البصمات وَتَشَهَّد الْأَدِلَّة وَيَقُولُ مَا يُؤَكِّد عَنْك الْكَثِيرَ .
تَكَوَّم صَاحِب الْحَالَة الْخَاصَّة يَسْتَشْهِد بِهَيْئَتِه :
لَن ابوح عَن ذَاتِيٌّ ، سَأَتْرُك نَفْسِي تحدثك عَنْ مَا تجنية الأَشْوَاك مِنْ حَالِي .
خِلَافِ الْأَمْرِ مَا أُصَدِّرُه " عتريس" مِنْ أَقْوَالِ إنَّنِي الْقَاتِل ، وَإِنَّا قَدْ رَأَيْت مَا يَجْنِي سُوء فِعْلُ الْإِنْسَانِ .
قَالَ الشَّيْخُ " عَلَام " كَلِمَاتِه الْمُتَجَدِّدَةُ فِي الْوَصْفِ وَالتَّفْضِيل ، حَتَّي أَشَارَ عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُ بِإِشَارَة مِنْ يَدَيْهِ إنْ يَكُفَّ ويسترسل فِي بَسِيطِ الْكَلَام .
تَرَبَّع "علام" عَلِيّ البَوْح قَائِلًا :
فِي عَطْفِهِ (الشكر والحمد) أَنَا صَدِيق للمرحوم ، الْوُدّ بَيْنَنَا وَالْحَبّ وَالْمُؤَاخَاة ، عِدَّةَ سَنَوَاتٍ وَأَهَمّ بِحَالِه وَيَهِم بِحَالِي ، يُدْرِك كُلًّا مِنَّا مَا يَتَطَلَّب الْآخَرِ مِنْ صَدِيقِهِ ، هُو الْإِنْس وَأَنَا الصِّدِّيق الصَّدُوق ، بِاَللَّه عَلَيْكُم ، كَيْف لِي أَنْ أَكُونَ بِقَاتِل لِحَبِيب عُمْرِي وَالصَّدِيق الوَحِيدَ فِي ذَلِكَ أَنَّا أَحْمِلُ كِتَابِ اللَّهِ
هَذَا مَا قِيلَ عُنِيَ يَا بية وَأَنَا الَّتِي تربيت عَلِيّ الْأَصَالَة وَالشَّرَف ، رَفَضَت بِكُلّ قُوَّة ، قَلْبًا وقالبا كُنْت أَتُمْنَع ، نَعَم فَأَنَا مِنْ بَيْتِ أَشْرَاف وَأَبِي الْمُعَلِّم كَبِيرٌ الْحَيّ وَقُدْوَة الْمُعَلِّمِين .
صُمْت الْمُحَقِّق " قسم" صُمَّتَا يُجَاوِر صُمْت الْأَسَد قَبْل الانْقِضاض عَلِيّ فَرِيسَتَه حَتَّى قَالَ بِهُدُوء يَلْتَقِط رَدّ فَعَل الْأَخِيرَة ، بَعْدَ رَمْيِ حَجَرًا صَغِيرًا بِبَرَكَة مِيَاه ، مِنْهَا قَالَ بَعْدَ أَنْ أُلْقِيَ حَافِظَة إمَام الفَتَاة :
اُنْظُرِي عَلَيْك إعَادَة الْأَمْر بسيرتك الذَّاتِيَّة .
لَحَظَات تُطَوَّقَ بِهَا الضَّيَاع والأنصهار لِذَات الفَتَاة قَبْل الِاعْتِرَاف ، حَتّى قَالَتْ مَالًا تَفْضُلَه الْأَسْمَاع وَأَبَدًا لَا يَتَمَنَّاه العَدِيدِ مِنَ الْبَشَرِ .
تَنَفَّس الطَّبِيب الشَّرْعِيّ الصُّعَدَاء ، حِين لَوَّحَ لَهُ الْمُحَقِّقُ بِإِشَارَة مِن كفوفة تَوَكَّد الْإِصْغَاء ، حَتَّي قَالَ فِي رَتابَة :
إلَيْك قَسِيمٌ مِن المفاجآت ، تَنْطَلِق مِنْ الضَّلَالِ .
وَسَرَد بِحُكْمِه بَالِغَة الْأَمْرِ مِنْ الْمَوْضُوعِيَّة ، عَلِيّ لِسَان المزعوم بِأُبُوَّة الفَتَاة . . )
وَعَن الْأَخِير تترقرقت عَيْنَاه بِفَيْض مِنْ الدّمُوعِ الْحَارَّة ، تَتَسَاقَط مِنْ رَأْسِ منكل مَهْزُوم :
وَيْلًا لِنِسَاء تُرْبِين عَلِيّ الْمَكْر وَكَان وَفَاض الْكَرِيم التلسن بِشَرَفِه وَهُو الْعَفِيف خَلِيف الْأَوَّلَيْن .
نَهَض الْمُحَقِّق بِكَلِمَات لقدوة الْمُعَلِّمِين متسائلا :
إذَا هِيَ لَيْسَتْ بابنتك .
قُدْوَة الْمُعَلِّمِين يكفف دُمُوعُه :
تالهي لوكانت لقتلتها باللعنات وَالْحَظْر مِنْ الْوُجُودِ .
تَابِعٌ الطَّبِيب بنظراتة القاتمة حَتَّي قَال :
الْأَضْلَاع المدانة كَثِيرَةٌ .
اسْتَكْمَل الْمُحَقِّق :
أَنَا أَتَخَاطَب بِالْأَدِلَّة وَالْإِثْبَات .
الطَّبِيب الشَّرْعِيّ يَسْتَكْمِل كِيان الْوَاقِعَة :
دَائِمًا يُفِيد نِصْف الكوب الْفَارِغ ببطانية الْمُشْكِلَة .
الْمُحَقِّق بِطَرِيقِه فَلْسَفِيَّةٌ :
هُنَاك تَكَامُل بَيْن الْمُمْتَلِئ والفارغ .
الطَّبِيب بِصَوْب الهَدَف :
تَضَافَر بَيْن الأَعْرَج وفتاة إلَّا شَرَف .
الْمُحَقِّق :
أَجْبَرَهَا عَلِيّ اِسْتِقْطاب الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ نَحْوُ النفق ، ثُمّ اِنْقَضّ عَلَيْهِ بَعْدَمَا تَرَك بِجِوَار الْجُثَّة احدي مُتَعَلِّقَات الشَّيْخ ، الصَّاحِب الْوَفِيّ لراحل .
الطَّبِيب الشَّرْعِيّ :
أَكْدَت التَّحْلِيل الجِنَائِيَّة والمقيات ذَلِك ، حَيْثُ تَبَيَّنَ مَوْعِد قُتِل الْجُثَّة فِي تَمَامِ سَاعَة ومابعدها أُضِيفَت مُتَعَلِّقَات الصِّدِّيق بحوارة مِنْ أَجْلِ إدانته .
الْمُحَقِّق باهْتِمام مِصْر وعنيد :
كَيْف اتَّضَح الْأَمْر ؟ !
أَشَار الطَّبِيب الشَّرْعِيّ :
كَانَت مُلَابِسٌ الشَّيْخ نَظِيفَة بأكملها وَهِي بِجِوَار جُثَّة الرَّاحِل ، وَكَأَنَّه الَّذِي وَضَعَهَا كَانَ يَوَدُّ أَنْ يَقُولَ الشَّيْخُ هُوَ الْقَاتِلُ .
الْمُحَقِّق يراود الطَّبِيب بمزحة :
الْقِتْلَة لَا يَشْعُرُونَ بِأَنْفُسِهِم وَهُم يَتْرُكُون أَدَانَه تَقُول أَنَّهُم الْفَاعِلِين .
الطَّبِيب بِنِصْف بِسُمِّه :
سَذاجَة مِنْ ظَهْرِ الْجَهْلُ الَّذِي دَائِمًا يَقَعُ بِهِ الْجُنَاة .
الْمُحَقِّق :
وَنِهَايَة مَاسَوَيْه لِكُلِّ رِجْلٍ يتبني فَتَاة مَجْهُولَة الْمَصْدَر .
-
*عَبِير صَفْوَت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.