فِي زَاوِيَةِ الْمُحِبِّينَ فِي أَزِقَّةٍ الجَزَائِر والحارات الضَّيِّقَة ، أَخَذَت أَعَزّ مَا أَمْلِكُ ، فَوْدَي الضَّعِيف المسالم لهمسك والبوح بسيرة النضال .
تَلْتَصِق الْعُيُون مِن النَّوافِذ الْمُنْخَفِضَة بِالْمَارَّة ، كُنْتُ أُرَاكَ كَمَا أُرِي عَامَّة أَقَارِبِي واصدقائي عِنْدَمَا يَمُرُّون يتسلحون بالصمود .
ذَلِكَ الْيَوْمِ . . ) عزيم ، نَعَمْ ذَلِكَ الْيَوْمِ
أَنْت مَجْنُون ، مَا الَّذِي أُتِيَ بِك إلَيّ هُنَا ؟ ! يَا لجرائتك عِنْدَمَا تَحَدّثَت تَوًّا .
كَان اقترابك كالهوي يُخَامِر إحساسي .
_ الْبُيُوت مُنْخَفِضَة والحارات تَسَلَّق الْجُدْرَان بِهَا أَسْهَل .
اِبْتَعَد أَيُّهَا الْمَجْنُون ، كُلّ الْإِحْيَاء مُتَجَاوِرَةٌ وَكُلّ مِنَّا يُرِي الْآخَر ، مَاذَا سَيَقُولُون عَنَّا ؟ !
_ عزيم أَحَبّ عَزّة .
أَبَدًا يا"عزيم" أَبَدًا ، لَا تَتَحَدّثُ عَنْ الْحُبِّ يَارَجُل الْقَلْب الْوَحِيد .
_ عَنْ مَاذَا أَتَحَدّث سيدتي .
تُحَدِّثُ عَنْ الْأَجْسَاد المتدفئة بالمقاومة للإحتلال ، تُحَدِّثُ عَنْ نَظَرِهِ الْعُيُون التعيسة بِلَا لِقَاءِ الأَحِبَّةِ ، تَحْدُث عَنِّي وَعَنْ لَوْعَتِي بِك حِينَ لَا أُرِي جُنُون حُبُّك ، وَقُوَّة قرارك الْفَرِيد ، تَحْدُث وَأَنْت تجبرني نحو النور ، وَأَنَا أُطِيع بِلَا تَعْقِيب ، تحدث عن اللذين فقدو في الدفاع عن الشرف والعزة .
اِبْتَعَد اِبْتَعَد يَا "عزيم"
تُرِي أَيْنَ أَنْتَ الْآن ؟ ! وَسَط الْحُرُوب والانتهاكات يَقُولُونَ إِنَّكَ بَطَل عَظِيمٌ ، أَرَاد الْحَرْبِ مِنْ أَجْلِ تَحْرِير الْبِلَاد ، فَبَاع قَضِيَّة الْحَبّ ،
تَقُول أُمِّي : إِنَّك شَهِيدٌ .
وَيَقُولُ أَبِي :
الْحُرّ خَلَق للبطولات الَّتِي ستذكرة فِي التَّارِيخِ .
يَا ابْنَ الجَزَائِر الْحُرَّة ، يَا ابْنَ بِلَادِي العنيدة ، أَنْتَ بَيْنَ الْعُظَمَاء ؟ ! وَأَيْن عَزّة فِي قَلْبِك ؟ !
تُرِي أَخَذَك الوَطَن مِنِّي ، وتمجدت بِالْأَلْمَاس التُّرَاب ، تُدَافِعُ عَنْ جُمُوعٌ شَعُوب بِلَادِك ، تَسَلُّخٌ المحتلين عَن رُقْعَة أَرْضِك ، تصفد أَحْلَامَهُم وَتُقْتَل رَغْبَتِهِمْ فِي التَّمَلُّكِ .
أَن أحبابك تلفحوا بالذكري وَالرَّحِيل إمَام عيونك .
عَزّة ، عَزّة بِنْت الجَزَائِر ، ستظل تتفرس الْوُجُوهِ فِي شتي الْأَزِقَّة وَالْأَمَاكِن ، تَبْحَث عَنْكَ يَا "عزيم"
يَا ابْنَ بِلَادِي وَبِنَاء شموخي اوتادي وَحُبِّي
"عزيم" عزيم" مازالَت أَشْعَر بدفء كفوفك ، عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ الإنتصارات .
وَضُحْكَة بشوشة تَتَرَقْرَق لَهَا مَآقِي عُيُونِي ، أَنْت بَطَل بِلَادِي وَشَهِيدٌ الْحَبّ وَالتَّضْحِيَة .
هَوَاك يَلْتَفّ بخصري ، عَلْيَاء الضَّفَّة ، عِنْدَمَا أَحْمِلُ رَايَةً بِلَادِي ، الجَزَائِر الْحُرَّة .
إنْ مَاتَ "عزيم" فَهُنَاك أَلْف "عزيم" .
-
*عَبِير صَفْوَت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.