الصفحات

الْهِجْرَةِ الْخَالِدَةْ ...* للشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

⏪⏬
وَرَحَلْتَ يَا خَيْرَ الْأَنَامْ=مِنْ مَكَّةَ الْبَلَدِ الْحَرَامْ
وَقَصَدْتَ رَبَّكَ سَائِراً=نَحْوَ الْمَدِينَةِ فِي الظَّلَامْ

قَدْ شَاءَ رَبُّكَ أَنْ يَسُو=دَ بِأَمْرِهِ دِينُ السَّلَامْ
مِنْ بَعْدِ أَنْ آذَاكَ جُنْ=دُ الْكُفْرِ يَا بَدْرَ التَّمَامْ
لَمْ تَرْضَ أَنْ يُثْنُوكَ{1}عَنْ=دَرْبِ الْمَحَبَّةِ بِالْمَلَامْ
فِي دَارِ نَدْوَتِهِمْ تَآ=مَرَ زَيْفُهُمْ لِلْاِحْتِكَامْ
مِنْ بَعْدِ أَنْ قَدْ أُغْرِقُوا=بِغُرُورِهِمْ فِي الِاحْتِكَامْ
وَأَبُو الْجَهَالَةِ شَارِدٌ=مِنْ أَجْلِ تَسْدِيدِ السِّهَامْ
قَدْ حَمَّسَ الشُّبَّانَ أَنْ=يُحْمُوا شَدِيدَ الْاِعْتِزَامْ
كَيْ يُثْبِتُوا أَوْ يَقْتُلُوا=أَوْ يُخْرِجُوا طَهَ الْهُمَامْ
يَا خِيْرَ مَبْعُوثٍ إِلَى الْإِنْسَانِ مَا سَادَ الطَّغَامْ{2}
وَالْحَقُّ أَوْلَى أَنْ يَسُو=دَ وَإِنْ تَخَفَّى فِي الْغَمَامْ
يَا سَيِّدَ الْكَوْنَيْنِ وَالثْ=ثَقَلَيْنِ مِنْ قَبْلِ الْفِطَامْ
وَخَرَجْتَ تَتْلُو ذِكْرَ رَبْ=بِكَ يَا شَفِيعُ وَلَا تُضَامْ
وَشَبَابُهُمْ فِي النَّوْمِ يَغْ=رَقُ مُسْتَلِذًّا بِالْمَنَامْ
حَتَّى مَضَيْتَ إِلَى الصَّدِي=قِ بِكُلِّ حُبٍّ وَاحْتِرَامْ
وَطَلَبْتَ صُحْبَتَهُ فَرَحْ=حَبَ فِي هُدُوءٍ وَاحْتِرَامْ
قَدْ جَهَّزَ النُّوقَ الْكِرَا=مَ وَمُرْشِداً{3}حَفِظَ الذِّمَامْ{4}
وَتَزَوَّدَا بِالزَّادِ فِي الدْ=دَرْبِ الْمُخِيفِ بِلَا طَعَامْ
وَتَقَلَّدَتْ أَسْمَاءُ دَوْ=راً بَارِزاً فِي الِاهْتِمَامْ
بِغِذَاءِ وَالِدِهَا وَ{أَحْ=مَدَ}فِي هُدُوءٍ وَانْتِظَامْ
بُشْرَاكَ يَا أَسْمَاءُ جَنْ=نَةَ رَبِّنَا يَوْمَ الزِّحَامْ{5}
وَأَخُوكِ عَبْدُ اللَّهِ يُخْ=فِي رَعْيُهُ{مِسْكَ الْخِتَامْ}{6}
فِي غَارِ ثَوْرٍ يَخْتَفِي=عَلَمُ الْهُدَى خَلْفَ الْحَمَامْ
نَجَّاهُ رَبُّ الْعَرْشِ بِالْ=فَضْلِ الْعَظِيمِ مِنَ الْحِمَامْ
وَالْعَنْكَبُوتُ بَنَى الْبُيُو=تَ وَضَلَّلَ الْجُنْدَ اللِّئَامْ
وَيُوَاصِلُ الْمُخْتَارُ رِحْ=لَتَهُ عَلَى دَرْبِ الْعِظَامْ
وَ{سُرَاقَةُ}الْمَخْدُوعُ يَتْ=بَعُهُ مِنَ الْبَلَدِ الْحَرَامْ
يَبْغِي اللِّحَاقَ بِهِ وَلَ=كِنْ لَمْ يَنَلْ مِنْهُ الْمَرَامْ
وَهَدَاهُ رَبُّ الْعَرْشِ لِلْ=إِسْلَامِ مِنْ بَعْدِ الْخِصَامْ
وَأَهَلَّ نُورُ مُحَمَّدٍ=بَجَمَالِهِ فَمَحَا الظَّلَامْ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَابَلُو=هُ بِوَحْدَةٍ بَعْدَ انْقِسَامْ
وَاسْتَقْبَلَ الْجَمْعُ الْغَفِي=رُ رَسُولَنَا بِالْاِنْسِجَامْ
قَدْ رَحَّبُوا بِقُدُومِهِ=مِنْ بَعْدِ أَحْدَاثٍ جِسَامْ
وَتَسَابَقُوا لِرِضَائِهِ=هُوَ وَالصِّحَابُ عَلَى الدَّوَامْ
وَعَنِ انْحِرَافِهِمُ انْتَهَوْا=عَرَفُوا الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامْ
وَتَبَاعَدُوا عَنْ غَيِّهِمْ=قَدْ وَدَّعُوا شُرْبَ الْمُدَامْ
آخَى رَسُولَ اللَّهِ بَيْ=نَهُمُ عَلَى أَحْلَى نِظَامْ
عَادَتْ لَهُمْ رُوحُ الْأُخُوْ=وَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْوِئَامْ
قَدْ أَسَّسُوا تِلْكَ الْمَسَا=جِدَ إِنَّهُمْ قَوْمٌ كِرَامْ
وَبَنَوْا عَلَى طُولِ الْحَيَا=ةِ مَنَارَةً تَهْدِي الْأَنَامْ
صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يَا=مَنْ قُدْتَهُمْ نَحْوَ الْأَمَامْ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ عَلَى الدَّوَامْ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى الْأَمِينِ وَآلِهِ أَهْدِ السَّلَامْ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى الصَّدُوقِ شَفِيعِنَا فِي الِازْدِحَامْ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى الْحَبِيب وَآلِهِ فِي الِاخْتِتَامْ
-
*محسن عبد المعطي محمد عبد ربة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{1}يُثْنُوكَ :يُرْجِعُوكْ .
{2} الطَّغَامْ : الطَّغَامُ : أَرذالُ الناس وأَوغادُهُمْ { جمع طَغامة}
{3}مُرْشِدْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطْ .
{4}اَلذِّمَامْ: اَلْعَهْدْ
{5}يَوْمَ الزِّحَامْ: يَوْمَ الْقِيَامَةْ .
{6}{مِسْكَ الْخِتَامْ}:رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.