الصفحات

رواية " ساعة بغداد" للروائية شهد الراوي إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية

⏪⏬
رواية شهد الرواي "ساعة بغداد" من أكثر الكتب مبيعاً في اللغة العربية حتى قبل أن تبلغ القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية
العربية [النسخة العربية لجائزة بوكر]، وهي واحدة من أكبر الجوائز الأدبية في المنطقة. نُشِرت هذه الرواية الأولى للرواي في عام 2016 وحققت بسرعة رواجاً كبيراً في العراق والإمارات العربية المتحدة، حيث تعيش الراوي الآن.

صدرت الترجمةُ الإنكليزية للمترجم لوك ليفغرين في أيار / مايو من عام 2018، وقد أُعلِن في الوقت ذاته تقريباً عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2018. بحلول ذلك الوقت، أثارت رواية الراوي الأولى نقاشاً حاداً بين النقّاد والمعجبين حول ما إن كانت تنتمي لقائمة قصيرة لجائزة أدبية. إذ وجدها العديد من النقاد خفيفة وكثيرة التعرجات، بينما كان العديد من المعجبين متحمسين حول القصص الواقعية-السحرية للكتاب.

تبدأ الرواية خلال حرب الخليج الأولى وتتتبع حياة راوية -لا يُذكر اسمها- وصديقتها نادية. ولدت كلتاهما، كما المؤلفة، حوالي عام 1986. التقيتا حين كانتا بحدود الخامسة من العمر، في ملجأ.

الغلاف الإنكليزي لرواية "ساعة بغداد" للكاتبة العراقية شهد الراوي.  (published by OneWorld Publications)في القسم الأول "طفولة الأشياء الواضحة"، لهجة بريئة ممتعة. تحاول الراوية ونادية فهم بعضهما البعض، والقنابل والعالم الأكبر من حولهما. فيها لحظات مراقبة دقيقة، كما حين تقول نادية عن دراية: "برج المأمون يكبر كل يوم". بيد أنه أيضاً ينزلق إلى لكنة مملوءة بالحنين وكأنه صوت صادر عن بطاقة معايدة، حين تنظر الراوية إلى الماضي من الحاضر وتقول: "بين يديك يا أبي أنا صغيرة حتى عندما أكون في الثلاثين من عمري".

تكبر الحكاية حول رومانسيات نادية والراوية. بيد أنها أيضاً حول القدر، والمصير والأمريكان. ورغم أنه من غير الواضح أبداً في الكتاب ما الذي تريده الولايات المتحدة من العراق، إلا أن قادة البلاد متواجدون دائماً: "تناوب على طفولتنا بالصواريخ والأسلحة المحرمة جورج بوش، وابنه جورج دبليو بوش، في حين أن بيل كلينتون والعجوز مادلين أولبرايت تكفّلا بتجويعنا".

ظهور أول مشعوذ

يظهر في القسم الثاني، "رسائل من الغيب"، مشعوذٌ. تصفه الراوية: "رجل نحيف طويل القامة، بلحية مشذبة جيداً"، يصل كزائر من المستقبل، يعرف كل تفصيل حول ما سيأتي. فيقول من دون أي تلطيف لكلماته: "ليس لأي منكن مستقبل في هذا المكان"، ويضيف لاحقاً: "ستعيشون غرباء بدموع لا نهاية لها".

لا يزال الوقت في تسعينيات القرن الماضي حين يقول المشعوذ: "سارعن إلى الهرب لأن الإعصار يقترب بسرعة جنونية". وفي البداية، لا يوافق سكان المحلة على صدق نبوءاته. فيقرر بعضهم أن المشعوذ لا بد أن يكون جاسوساً أجنبياً. وفي واحدة من لحظات الكتاب الساخرة القليلة، تؤكد مدرّسة التاريخ بشدة، "إنه يشبه لنكولن".

هذه سنوات الحصار، حين بدأ المقيمون في الحي يخسرون أناقتهم ببطء. ورغم أن القصف سيء، إلا أن الحصار يبدو أسوأ. فالحصار: "سلب منا روح الأمل، وعندما يختفي الأمل، تصير الحياة مجرد عادة ننتقل فيها من يوم تعس إلى آخر أكثر تعاسة".

وهنا، كما في أنحاء الرواية، يبدو النضال السياسي بلا أي معنى. فحين تنظّم المدرسة احتجاجات رسمية ضد الحصار، تهرب الراوية ونادية للقاء حبيبيهما. بيد أن الراوية بينما تسخر من الاحتجاجات، فإنها لا تهتم بأي بديل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.