الصفحات

الْقِرَدَةِ فِي زَمَنِ الْخَسْفْ ...*للشاعر: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

⏪⏬
يَا وَلَدِي أَذْرَيْتَ دُمُوعِي = يَا وَلَدِي أَطْفَأْتَ شُمُوعِي
يَا وَلَدِي أَبْكَيْتَ دُمُوعِي = يَا وَلَدِي أَوْقَفْتَ شُمُوعِي

قَدْ كُنْتُ أُغَنِّ لِلْوَادِي = أَتَمَايَلُ فَخْراً بِرَبِيعِي
قَدْ كُنْتُ عَلَى الدَّوْحَةِ طَيْراً = أَتَرَاقَصُ فَخْراً بِبَدِيعِي
قَدْ كُنْتُ كَمَا الصَّقْرِ بِحَقْلِي = أَتَأَلَّقُ فَخْراً بِصَنِيعِي
يَا وَلَدِي قَدْ جُنَّ جُنُونِي = وَخَشِيتُ غِيَابَ التَّصْرِيعِ
يَا وَلَدِي خَرَجَ بِصُحْبَتِهِ = نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ التَّبْدِيعِ
يَا وَلَدِي وَتَبَاطَأَ خَطْوٌ = لَاعَبَهُ أَهْلُ التَّخْدِيعِ
يَا وَلَدِي وَتَرَجَّفَ قَلْبِي = يَخْشَى مِنْ عَصْرِ التَّجْوِيعِ
وَخَشِيتُ مِنَ الْهُوِّ يُوَلِّي = وَيُوَدِّعُ عَصْرَ التَّلْمِيعِ
يَا وَلَدِي زَمَنِي يَخْنُقُنِي = وَأَعِيشُ بِنَبْضِ التَّلْوِيعِ
يَا وَلَدِي سُلْطَةُ تَنْفِيذٍ = وَصِرَاعُ السُّلْطَةِ تَرْبِيعِي
يَا وَلَدِي سَقَطَتْ أَقْنِعَةٌ = كَانَتْ تَتَنَمَّرُ بِسُبُوعِي
يَا وَلَدِي كَانَ أَئِمَّتَنَا = يَتَوَلَّوْنَ طَرِيقَ خُضُوعِ
اَلْمُعْطَى الْقَاسِي خَذَّلَنَا = وَتَوَلَّى أَمْرَ التَّسْجِيعِ
مُتَّكَأٌ لِإِمَامٍ فَذٍّ = يُتْقِنُ فِي فَنِّ التَّشْرِيعِ
يَا وَلَدِي شَيْخٌ فَقَّهَنَا = يَتَبَنَّى فَنَّ التَّسْمِيعِ
يَا وَلَدِي عَاشَتْ كِلْمَتُنَا = فِي الْآفَاقِ لِخَيْرِ جُمُوعِ
يَا وَلَدِي فِي الْمَشْهَدِ شَرَفٌ = بِسُجُودٍ يَسْمُو وَرُكُوعِ
اُدْعُوا الْأَبْنَاءَ بِفِطْنَتِكُمْ = لِلْآبَاءِ وَكُلَّ رَضِيعِ
وَمُصَاهَرَةٌ تُبْدِعُ حُكْماً = فِي التَّحْلِيلِ بِلَا تَرْجِيعِ
يُحْيُونَ الذِّكْرَى مِقْدَاراً = لَا يُكْبَتُ دُونَ الْمَوْضُوعِ
تَكْذِيبٌ لِلشِّقِّ كَبِيرٌ = يَخْرُجُ فِي سِفْرِ التَّنْقِيعِ
يَا وَلَدِي سَامَحَكَ عَذَابٌ = يَخْرُجُ مِنْ حِضْنِ التَّشْمِيعِ
يَا وَلَدِي بِالْعَتَبَةِ رِمْشٌ = يَنْبُعُ مِنْ حَرْفِ التَّرْقِيعِ
يَا وَلَدِي شَفَةٌ مِنْ وَرْدٍ = تَتَأَلَّقُ فِي وَقْتِ هُجُوعِ
يَا وَلَدِي مَنْ يَحْكُمُ فِينَا = أَكَرِيمٌ لُقِّبَ بِرَفِيعِ
مَا زِلْنَا نَخْضَعُ لِدَمَارٍ = قَدْ حِيكَ بِتَدْبِيرِ وَضِيعِ
مَا زِلْنَا نَقْبَعُ بِدِيَارٍ = تَرْقُصُ فِي زَمَنِ التَّخْلِيعِ
فِي قَلْبِي حَيْرَةُ شَيْطَانٍ = يَتَبَنَّى سِفْرَ التَّدْمِيعِ
حُبُّكِ غَيَّرَ عُمْرِي زَمَناً = وَالدُّنْيَا آلَتْ لِصَرِيعِ
جَمْرَتُكِ احْتَلَّتْ بِفُؤَادِي = رَقَماً أَحْرَقَ كُلَّ خُنُوعِ
شَيْطَانٌ قُيِّدَ فِي عُنُقِي = يَهْوَى آفَاتِ التَّجْدِيعِ
يَنْتَظِرُ خَلَاصاً مِنْ رَأْسِي = وَيُدَنْدِنُ وَقْتَ التَّشْيِيعِ
يَسْعَى وَيُدَبِّرُ مُنْقَاداً = لِدَسَاتِيرَ مِنَ التَّمْيِيعِ
عَاشَتْ بَلَدِي مَاتَتْ بَلَدِي = نَحْنُ عَبِيدٌ لِلتَّشْبِيعِ
نَحْنُ - أُولِي الْأَلْبَابِ بَحَقٍّ- = نَنْتَظِرُ الْمَوْتَ بِتَقْرِيعِ
كُتِبَ عَلَيْنَا يُهْزَمُ عَقْلٌ = وَيَفِرُّ أَمَامَ التَّمْزِيعِِِ
يُمْسَخُ مَا نَكْتُبُ فِي سَخَفٍ = يُعْرَضُ فَوْراً لِلتَّقْطِيعِ
لَكِنَّ الْقِرَدَةَ تَكْتُبُنَا = وَنُشَجِّعُهُمْ فِي التَّفْرِيعِ
نُنْشِئُ مَطْبَعَةً خِصِّيصاً = لَهُمُ فِي تَصْفِيقِ وَكِيعِ
وَنُهَيِّئُ لَهُمُ كُرْسِيّاً = يَتَمَرْجَحُ كَالطِّفْلِ وَدِيعِ
نَطْبَعُ كُتُباً تَحْلُو لَهُمُ = مِنْ أَجْلِ عُيُونِ التَّوْقِيعِ
تُصْرَفُ دُولَارَاتٍ لَهُمُ = مَا ذَاقُوا طَعْمَ التَّنْدِيعِ
وَالْبَعَثَاتُ تَهِلُّ عَلَيْهِمْ = مَا شَهِدَتْ وَجْهَ الْمَخْدُوعِ
اُكْتُبْ يَا دَهْرُ وَلَا تَخْجَلْ = أَنَّا أَغْنَامٌ بِقَطِيعِ
-
*محسن عبد المعطي محمد عبد ربه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.