الصفحات

الأطفال في العيد ...*مريم زامل

⏪⏬
شمسُ العيدِ أطلّتْ مشرقةً.فقرّرتُ أن أرسمَ بشرى الفرحِ بمقدمِه وألوِّنَها بألوانٍ زاهيةٍ مزركَشة.
.. إنّهم أطفال الحارة .. رحتُ أرقبُهم وأنا على الشرفة .. فرِحينَ بثيابِهم الجديدة .. بضحكاتِهم البريئة .. وبألعابِهم المختلفة .. فهؤلاء
يركبون الدرّاجاتِ الهوائيّة .. وآخرون يلعبون كرةَ القدم ِ .. وغيرُهم يقفُ كجمهورٍ مشجّع .. إنّها فرحةُ العيد .. وهُم يعيشونها بمشاعرِهم وأحاسيسِهم ..
.. ربّما جاءَ العيدُ لِيبهجَهم قبلَ غيرِهم ..
أسمعُ أصواتَهم يتصايحونَ فرحاً بإنجازٍ .. حقّقتْه قدراتُهم البريئة. وتَلفِتُ انتباهي استعراضاتُ شهامةٍ .. يُبدونها ببراءتِهم .. إذ يَدعُون غيرَهم من الأطفال .. ممّن لم تزرْهم شمسُ العيد .. لفقرٍ بِهم مُزْرٍ ،أو لِيُتمٍ يكوي جوانحَهم،أو لِتَشرُّدٍ يعانونَ خلالَه الغربةَ وفقْدَ الأمان .. يَدْعونهم كي يشاركوهم اللعبَ بِألعابِهم تلك .. بل إنّهم يُشجّعونهم،ويبشّرونهم بالفوز .. والتنعُّمِ بفرحةٍ لم يختبروها مِن قَبل. ثمّ أراهم يقدّمون لهم بعضاً مِن حَلواهم كي يتذوّقوها،ويستشعرونَ السعادةَ التي غمرتْهم .. فبدَتْ ومضاً يشعُّ في نظراتِهم.
ويغيبُ عن بالِهم .. أنّهم سيَبكون عمّا قليلٍ .. إن جفَّ حلقُهم جرّاءَ الركضِ والسباق،ثمّ لم يجِدوا ما يبلُّ ريقَهم،وما يخفّفُ من غلواءِ عطشِهم.
فكيفَ بي لاأُسعَدُ بِإشراقةِ فرحةِ العيدِ على وجوهِهم ؛ وهُم مَن تناقَلوها فيما بينهم.
-
*مريم زامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.