⏪⏬
إذا كان الإنسان لديه رغبات أو طموحات فهذا لا يعني أنه دائماً يمتلك الكيفية أو الإمكانية لتحقيق رغباته، وإذا كان كل فرد لديه كتلة
من المشاعر والأحاسيس فقد تتحول هذه المشاعر لمصدر قلق أو خوف لديه، ولا يمكن تحقيق كل ما نرغب به، فلا يمكن لأي شخص أن يرسم طريقه كما يشاء أو أن يتحكم بمشاعره كما يريد. وهناك أيضاً حتمية ظواهر الطبيعة وقضايا وظروف المجتمع المتغيرة التي تتحكم بنا، فهل سيضمن الإنسان سعادته أو استقراره ما دام يعيش وسط محيط غير مستقر؟ وهل يمكن أن نضمن عدم تعرضنا لحوادث قد تسبب لنا الألم ؟
من المستحيل حتى عند أكثر الناس بصيرة التحكم بمصيرهم، وخاصة وسط هذه الفوضى السائدة وهذا الواقع المتردي!.
العالم يريد الأمان، رغم كل القتلة والسماسرة الذين يريدون افتراس البشر، ورغم أنهم تركونا نغرق في التشاؤم ما زلنا نبحث عن خشبة الخلاص للقضاء على هذه الكآبة الخانقة! ولكن كيف؟
معظم الفلاسفة أجمعوا أن السكينة والبعد عن التوتر هما بداية الطريق المؤدي إلى بلوغ السعادة، ولكن من اعتاد حياة الصخب والتوتر كيف يمكن أن يتغير ؟ أو أن يتجاهل ما يحصل من حوله؟ وكيف يمكن أن يصل إلى هذه السكينة المطلوبة ؟ ومعظم الحكماء اعتبروا أيضاً الإيمان هو الحل الوحيد للتخلص من القلق وبلوغ السعادة، ولكن هذا الرأي قد لا يقتنع به أصحاب المذاهب الوضعية أو الوجودية، لأن كل شخص يرى الأمور من زاويته، أو كما يتخيلها، ولهذا لا يمكن أن نبني مفهوم الانزعاج على أساس القياس ولا أحد يستطيع أن يحدد ما يريده بالفعل ليحقق استقراره فإذا كان هذا الشخص يريد الثروة قد يتعرض للخداع والحسد والقلق من جراء هذه الثروة، وإذا كان يريد الحياة الطويلة قد تكون هذه الحياة الطويلة بائسة، وإذا كان يريد الصحة قد يعجز البدن عن إبقاء المرء بصحة جيدة، وغيرها من الأمور... ولهذا من المستحيل أن يحدد الإنسان بيقين ما الذي يريده ؟ وإذا تحققت له إرادته هل يمكن أن يتحقق له الانسجام في مجتمع فوضوي وجاهل؟ الموضوع دقيق ، ولكن يمكن أن أختصر لكم أهم آراء الحكماء والفلاسفة التي عملت على جمعها لسنوات في كتابي ( خطوات عملية لفهم السعادة) وهي أن السعادة ليست سوى الأخلاق الفاضلة، والسعادة أن يعيش الإنسان دون توبيخ ضمير، وأن يكتفي بالقليل فالقناعة نوع من الامتلاء والغنى النفسي، والسعادة هي ضرورة المعرفة لتجنب الأخطاء، وبعض العادات الخاطئة التي تسبب عدم التوافق والقلق، منها حب التباهي أو التفاخر الذي يدفع للتباعد وللسخط، ومن المؤكد بأن الإنسان حين ؤتحصن بالفضيلة والإيمان سيكون لديه في أعماقه ما يكفيه ويرضيه وسيهدأ حتى ولو كان مُعدماً فقيراً أو غير مُكتمل البنية، وكل ما يأتيه من الخارج لن يضره، وستكون لديه المقدرة على مقاومة أي إزعاج.
وباختصار إذا كنت تريد أن تتحرر من الإزعاج عليك أن لا تُزعج الآخرين، والسعادة لا تتحقق في المجتمع إلا إذا سلك كل فرد سلوكاً صحيحاً.
-
*ندا ذبيان
إذا كان الإنسان لديه رغبات أو طموحات فهذا لا يعني أنه دائماً يمتلك الكيفية أو الإمكانية لتحقيق رغباته، وإذا كان كل فرد لديه كتلة
من المشاعر والأحاسيس فقد تتحول هذه المشاعر لمصدر قلق أو خوف لديه، ولا يمكن تحقيق كل ما نرغب به، فلا يمكن لأي شخص أن يرسم طريقه كما يشاء أو أن يتحكم بمشاعره كما يريد. وهناك أيضاً حتمية ظواهر الطبيعة وقضايا وظروف المجتمع المتغيرة التي تتحكم بنا، فهل سيضمن الإنسان سعادته أو استقراره ما دام يعيش وسط محيط غير مستقر؟ وهل يمكن أن نضمن عدم تعرضنا لحوادث قد تسبب لنا الألم ؟
من المستحيل حتى عند أكثر الناس بصيرة التحكم بمصيرهم، وخاصة وسط هذه الفوضى السائدة وهذا الواقع المتردي!.
العالم يريد الأمان، رغم كل القتلة والسماسرة الذين يريدون افتراس البشر، ورغم أنهم تركونا نغرق في التشاؤم ما زلنا نبحث عن خشبة الخلاص للقضاء على هذه الكآبة الخانقة! ولكن كيف؟
معظم الفلاسفة أجمعوا أن السكينة والبعد عن التوتر هما بداية الطريق المؤدي إلى بلوغ السعادة، ولكن من اعتاد حياة الصخب والتوتر كيف يمكن أن يتغير ؟ أو أن يتجاهل ما يحصل من حوله؟ وكيف يمكن أن يصل إلى هذه السكينة المطلوبة ؟ ومعظم الحكماء اعتبروا أيضاً الإيمان هو الحل الوحيد للتخلص من القلق وبلوغ السعادة، ولكن هذا الرأي قد لا يقتنع به أصحاب المذاهب الوضعية أو الوجودية، لأن كل شخص يرى الأمور من زاويته، أو كما يتخيلها، ولهذا لا يمكن أن نبني مفهوم الانزعاج على أساس القياس ولا أحد يستطيع أن يحدد ما يريده بالفعل ليحقق استقراره فإذا كان هذا الشخص يريد الثروة قد يتعرض للخداع والحسد والقلق من جراء هذه الثروة، وإذا كان يريد الحياة الطويلة قد تكون هذه الحياة الطويلة بائسة، وإذا كان يريد الصحة قد يعجز البدن عن إبقاء المرء بصحة جيدة، وغيرها من الأمور... ولهذا من المستحيل أن يحدد الإنسان بيقين ما الذي يريده ؟ وإذا تحققت له إرادته هل يمكن أن يتحقق له الانسجام في مجتمع فوضوي وجاهل؟ الموضوع دقيق ، ولكن يمكن أن أختصر لكم أهم آراء الحكماء والفلاسفة التي عملت على جمعها لسنوات في كتابي ( خطوات عملية لفهم السعادة) وهي أن السعادة ليست سوى الأخلاق الفاضلة، والسعادة أن يعيش الإنسان دون توبيخ ضمير، وأن يكتفي بالقليل فالقناعة نوع من الامتلاء والغنى النفسي، والسعادة هي ضرورة المعرفة لتجنب الأخطاء، وبعض العادات الخاطئة التي تسبب عدم التوافق والقلق، منها حب التباهي أو التفاخر الذي يدفع للتباعد وللسخط، ومن المؤكد بأن الإنسان حين ؤتحصن بالفضيلة والإيمان سيكون لديه في أعماقه ما يكفيه ويرضيه وسيهدأ حتى ولو كان مُعدماً فقيراً أو غير مُكتمل البنية، وكل ما يأتيه من الخارج لن يضره، وستكون لديه المقدرة على مقاومة أي إزعاج.
وباختصار إذا كنت تريد أن تتحرر من الإزعاج عليك أن لا تُزعج الآخرين، والسعادة لا تتحقق في المجتمع إلا إذا سلك كل فرد سلوكاً صحيحاً.
-
*ندا ذبيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.