الصفحات

(المقامة القعطبية ...* بقلم: ‏عبد المجيد محمد باعباد


⏪"لأطيب بلادٍ تصبو القلوبٌ وترنوا لها الناسٌ والمركبة ، ديارٌ هي السعد والعيش الرغيد وأرضُ يقال لها قعطبة..."

حكى لنا راوي المقامات الأدبية، وناثر الكتابات الذهبية، وسارد الحكايات العربية، عن بلدة طيبة تعني (القاع الطيبة) وهي مدينة واسطة البلاد وسرتها ،وملاذها وغرتها، ومنفذها الحدودي، وممرها البري، وهي الأرض الرابطة بين الحدود الشمالية، والبلاد الجنوبية، تقع في وطن يسمى اليمن، وهي من أقدم القرى والمدن في بلاد السكاسك ،منصوبة على أضيق المسالك،ومنيرة في ظلم الحوالك ،وهي حلقة واصلة بين القرى والمناطق، ولم تزدها الأيام إلا نبو أعطاف واستصعاب جوانب وأطراف، وقد مل الأماميون حصارها ففارقوها عن طماح منها وشماس، وسئمت جيوش الحوافيش ظلها فغادرتها بعد انتصار مريس وبالأمس كانت ظلاً معاكسًا واليوم لها صيتًا بأسًا ،فرجالها هم أشاوس، ودورها النضالي ما زال بارزًا وما فتئ ناجزًا لذلك أصبح حبها عند الناس جائزًا لأنها قاع طيبة فهي حاظنة الثوار، وملجأ أمان الأحرار، أيام دحر الاستعار، كانت ملاذًا للثوار وملجأً لمناضلي الجبهة القومية وجبة التحرير ،قدمت لهم الكثير من الرفد الوفير،وما زالت حمًى لا يراع، وقاعًا منيعًا لمن استطاع، تنبو بعطف جامح، وترفل في نفس طامح، وتمد يدها لكل مصافح،شيمتها التسامح، وميزتها التعايش الاجتماعي، والتلاحم الأخوي ،ونسيجها السكاني متنوع من مختلف أطياف المجتمع الريفي والمدني يسكنها العاقل والطائش ،والجاهل والمثقف ،والتجار والمحترف، والمزارع والمبدع ،والمتعلم والمسالم، والرعوي والدعوي، والايجابي والسلبي ،كل الشرائح تقطنها يسكنها السياسي والحزبي ،والمؤتمري والإصلاحي، وفيها الثابت والمتقلب، والمرن والمتصلب، وهذا من الطبيعي كونها مدينة شمالية، جوها السياسي متقلب ومتلون بسسب موقعها الجغرافي الكائن بين حدود دولتين قديمًا والرابط بين ثقافة شعبين حديثًا والفاصل بين حدود الشمال والجنواب أرضًا وما زالت طريقًا للقوافل التجارية إلى اليوم،بل هي البوابة الشمالية، لمحافظة الضالع ومنفذ البضائع اليمنية، وملتقى القرى الجبلية، ومقر المعاهدات التاريخية وديار العادات التقاليد القبيلة، وفيها أقدم سوق تجارية، وأقدم مدرسة تعليمية نظامية، وضعها الإمام لينهل الناس العلوم من مختلف المناطق، وبالذات أبناء المناطق الجنوبية وفيها تعلم الكثير من أبناء القرى المجاورة وفيها أقدم معسكر للجنود الامامية، بل كانت قبلة الزائرين، ومأوى النازلين، وطريق العابرين، وسوق المتاجرين ،ومنفذ المهربين بين حدود الدولتين فيما مضى من الزمن وما زالت إلى الآن حاظنة للإنسان،مؤهولة بسكان، معروفة بالمناقب الحسان، الجود والكرم والفضل والعطاء والبذل ،فهذا لا يقلل من شأنها لكن يزيدها اليوم حزنًا أن شوارعها مبهذلة ومكدسة بقاذورات الزبالة ومخلفات القمامة مررمية في شوارعها من الأكياس والكدافة فهي تتعطش اليوم إلى الحجر والنظافة في ظل انتشار الجائحة والحميات اللاقحة أصبحت بيئة مناسبة لمعسكرات البعوض وانتشار الحميات والوباء الكوروني القاتل وكل يوم نسمع بتزايد الحالات الوبائية فهبوا يا أهل قعطبة لنصرة هذه المدينة الموبوءة واعملوا حمالات لتنظيف الشوارع من المخلفات ورشوا بلاليع المجاري بالسموم والمعقمات فإن الفيروس سيكتسح منازلكم ويتخطف أهاليكم فالتزموا بالحجر الصحي فهو سلامة ووقاية لكم وإمانة عليكم لمنع نشر هذا الوباء أبقوا في بيوتكم وبتهلوا بالدعاء عسى الله العلي العظيم أن يرفع عنا هذا البلاء.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.