الصفحات

رِسالَةُ صَديقٍ ... *د. محمد الإدريسي - طنجة

⏪⏬ 
تَوَصَّلْتُ بِخِطابٍ حَزين
كَلِماتٍ بِصَدى الأنين
مِنْ خَوْف أيّامِ الحَجْر

مِن قَساوَة مُفاجَأةِ القَدَر
بِحُرُوفٍ تَذْرِفُ الدًّمْع
تَقولُ اِنْطَفَأَ الشَّمْع
مُنْذُ نُعومَةِ أظْفاري
ما خَشَيْتُ قَدَري
مُنْذُ أيَّامِ صِغَري
ما دَخَلَ الخَوْفُ صَدْري
دَفَعَتْني السُّنون إلى كِبَري
حَتىّ وَصَلَ قِطارُ عُمْري
مَحَطَّةً اِشْتَدَّ فيها سُهادي
بَدَأ الخَوْفُ يَنْخُرُ فُؤادي
في الحَجْر بَعيدٌ عَنْ أوْلادي
عَنْ عِناق تَقْبيلِ أحْفادي
دونَ تَرَصُّدٍ مَسْجونٌ بِبَيْتي
أجْمَلُ الأشْياء بَعيدَةٌ عَنّي
تَألَّمَتْ روحي بَكَتْ عُيوني
وَساوِسٌ سَوْداءٌ اِجْتاحَتْني
أَبِغُرْفَتي وَحيداً المَنِيَّةُ تُوافيني؟
أتَمْنَعُ كرونا حُضورَ جَنازَتي؟
أهَذا مَكْتوبٌ في صَحيفَتي؟
أَتَلَهَّفُ على رُؤيَة أحْبابي
أيَّتُها الجائِحَة ُالمَلْعونَة
مَنْ دَرَّبَكِ على هَذِه القَسْوَة
كَم أنتِ كَريهَةٌ غَليظَةُ القَلْب
فَرَّقْتِ بَيْن الابْنِ و الأب
فَرَّقْتِ بَينَ الأُمِّ و الاِبْنَة
سَرَقْتِ مِنْهُم عِطْرَ البَهْجَة
مَنْ سَلَّطَكِ على هَذِه البِلاد
لِلْفَتْك بالصَّغير بالكَبير بالعِباد
لِمَ اِخْتَرْتِ زَمانَنَا؟
ألَيْسَ يَدُ الظُّلْمِ تكْفينا
اِرْفَعي يَدَيْكِ القاتِلَةَ عَنّا
كُلُّ الأحِبَّاءِ يَنْتَظِرونَنا
لِنَعودَ إلى سَعادَة حُبِّنا
العُمْرُ مَهْما طالَ قَصير
في لَمْحَة البَصَرِ يَطير
أَلَمُ البُعْدِ أنَطَقَ صَديقي
شُعورٌ فَيَّاضةٌ أبْكَتْني
صِدْقُ حُروفِه خَنَقتْني
كادَتْ أنْ تَقْطَعَ أنْفاسي
بِكُلِّ الحُبِّ كانَ هذا رَدِّي
أخي حَفَظَكَ اللهُ و حفَظَني
مِنْ مُصيبَة مَكْروهٍ لا يَرْحَم
نَسْأَلُ صاحِبَ الجودِ و الكَرَم
طولَ العُمْرِ و بالأحِبَّاء نَنْعَم
نَنْسى كورونا نَسْتَرِدُّ الأحْلام
-
*د. محمد الإدريسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.