الصفحات

مَزمُورُ الخَلاصِ ...*شعر : مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
... وَيَسألُنَا الأفُقُ
إلى أينَ سَتَرحَلُونَ ؟!

وَمَا عَادَ لِلعَدَمِ مِنْ مُتَّسِعٍ
وَجَهَنَّمُ شَاغِرَةٌ بِالمُشَرَّدِينِ
وَأبوَابُ الجَنَّةِ مُقفَلَة ٌ
بِأمرٍ مِنَ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ
لا مَكَانَ لَكُمْ على ظَهرِ السَّدِيمِ
حُرِّمَ عَلَيكُمُ الخُبزُ والزَيتُون ُ
وَحَنَاجِرُكُم لا تَتَنَاسَب ُ مَعَ رُطُوبَةِ المَاءِ
أنتُمُ مَا زَادَ عَنِ الخَلِيقَةِ !
الكَونُ لَمْ يَتَجَهَّز ْ لاستِقبَالِكُم
فَاذهَبُوا إلى التَّلاشِي
وَلا تَتَجَاسَرُوا عَلَى المُطَالَبَةِ بِقُبُورٍ لَكُم
هَذَا التُّرَابُ لا يُرِيدُكُم
هَذَا الاختِنَاقُ ضَاقَ بِكُم
وَهَذَا البَحرُ سَيَقضِمُ أعنَاقَكُم
إنْ تَبَلَّلَ بِأحلامِكُم
خُذُوا دَربَ الفَنَاءِ مَطِيَّة ً
وَاصعَدُوا صَوبَ الخَاتِمَةِ
وَحَاذِرُوا أنْ تَقطِفُوا نَسمَة ً
أوْ أنْ تَلمِسُوا خُصلَةَ نَدَى
أنتُمُ اللاشَيءَ فِي هَذِهِ الدُّنيَا
لا أمكِنَةَ تَذرِفُوا فِيهَا دُمُوعَكُم
لا أقبِيَةَ تَركِنُوا بِهَا أوجَاعَكُم
وَأجسَادُكُم ما عَادَتْ تُثِيرُ الضَّوَارِي
فَاذهَبُوا يَا رُعَاعَ سُورِيَّةَ المُزعِجِينَ
مَا أثقَلَ دَمَكُم عَلَى الدُّوَلِ المُتَحَضِّرَةِ ؟!
وَمَا أغلَظَكُم حِينَ يَجتَمِعُ القَادَةُ
لِلبَحثِ عَنْ مُؤامَرَةٍ جَدِيدَةٍ تَخُصَّكُم ؟!
كُونُوا حَطَبَاً لِلتَارِيخِ
لِكَي نَذكُرَكُم بِالخَيرِ
وَدَعُوا عِظَامَكُم تَحظَى بِأجمَلِ التَّجَارِبِ
مَعَ أحدَثِ مَا يُنتَجُ مِنَ الأسلِحَةِ
سَيَكُونُ لَكُم شَأنٌ
وَسَيَكُونُ مِنْ حَقِّكُم عَلَينَا
أنْ نَقرَأَ عَلَى أروَاحِكُم
مَزمُورَ الخَلاصِ
-
*مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.