الصفحات

ناصية الاغتراب ...* شعر : مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
كانَ إسمكِ صارية أيامي
أبحرتُ خلفَ أمواجِ دمي

وتوغَّلتُ في احتباس نزيفي
أرنو إلى عطشٍ يروي احتراقي
ناشدتُ شبابيكَ الظّلام
أترعتُ في صحارى المدى
وأنا أصفّقُ لشطآنِ النّضوب
عاشرتُ الموتَ ألفَ عامٍ
لأقترب
من بوّابةِ صمتكِ المهتوك
وحملتُ الجّحيمَ في بُحَّةِ شروقي
وصارَ السّرابُ يندبُ وقتي
أكلَ منّي التّراب خُطايَ
وانقضّت السّماء على حنجرتي
لتسرقَ منّي دروبي
يورقُ القهرُ في أورقةِ النّهار
والضّوء يتلظّى في غربته
والليلُ يأنفُ رائحةَ العشقِ
قلبٌ يزدردُ نبضهُ ويبكي
حلمٌ يرقدُ تحتَ رمادِ أوجاعي
أناديكِ عبرَ انكسار ظلالي
ياأنتِ ياصليلَ ضحكتي
ياوردةَ جنازتي المورقة
أقتاتُ على الموتِ
الصّاعد من سحركِ
وأحبُّكِ أكثرَ ممّا يتصوّر العدم
سأحفرُ على أخاديدِ السّديم
قصائد انتحاري العاثرات
وكانَ الرمادُ يورقُ من خاصرتي
لتشتهي سهوب لوعتي يباسكِ
وأنا أحبُّكِ حتّى تنطفئ
بي الدّروب
وأبقى عالقاً على ناصيةِ
الاغتراب.

*مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.