⏪⏬
تحركت العجلة تاركة خلفها بضع آهات وذكريات ، كان الفجر قد خرج من غرفة المخاض منذ فترة قصيرة ، نسائم تشرين تداعب
شغف كانون ، الركاب تسعة ، بينما السائق واحد فقط ، وضعت حقيبتي جانبا ، ثم انزويت على طرف كرسي منفرد ، سيجارة داعبت ثغري للحظات ، مالبثت أن رميت بها إلى هاوية الخراب ، تبدل الجو بشكل مفاجئ ، الشمس توارت وراء غيوم قادمة من جهة الجنوب ، إحساس برعشة محببة سرت في شراييني ...
_ هل أمسى الطريق زلقا ...
سألت السائق المتجهم
_ لا لاتخش لم يصبح زلقا بعد ...
أحسست بأنه يتحاشى الحديث ، فعدت أدراجي إلى مقعدي الأحمق ، تصفحت جريدة الصباح ، لاشيء جديد ، الأخبار تكرر نفسها ، سوى صورة الحسناء التي زينت الصفحة الأخيرة ، أطلقت العنان لعيني لتأمل مفاتن ذاك الجسد المترامي الأطراف ، غصت إلى ما خلفه ، قرأت تفاصيله بعين نسر ثاقبة ، ربما اكتشفت شيئا ما في تلك اللحظة ، كل شيء يسير على مايرام ، كانت ثقتي كبيرة بالسائق المتجهم ، السيارة تنحرف عن مسارها ، سقطت الجريدة من يدي ، دوار غريب ، ارتطام مفاجئ ، صمت المحرك ، علا الضجيج المكان ...
_ الحمد لله على السلامة ... الجميع بخير إلا السائق ، فقد امتلأ وجهه باللون الأحمر ...
_ لا شيء ... لا شيء ... مجرد جرح في جبينه ...
قال أحدهم ، الضماد كان حاضرا لتوه ، لم يفقد السائق وعيه ...
_ لا بد من متابعة الرحلة ...
_ سنتابع ... سنتابع ... ساعدوني لتصحيح المسار .
عاود السائق القبض على مقوده ، المحرك يعاود ضجيجه .
وأخيرا حطت الرحلة خطاياها ، تبعثر الركاب كل صوب جهة ما ، حملت حقيبتي الرمادية متجها إلى الفندق الذي لا أعرف سوى اسمه .
يومان ، ثلاثة ، أربعة ... تمضي كما سلحفاة ، في مساء كان الغسق الأحمر يعلن انسحابه من سباق الليل ، سيارة حمراء تعج بصوت أغنية قديمة ، البحر يعانق آخر خيوط الصيادين ، بينما كانت الشفاه تعلن بداية رحلة جديدة ، عاودت صورة حسناء الجريدة الحضور ، ( جلسة واحدة تكفي ) قالتها ثم توارت بين أزقة مدينة هادئة ...
*وليد.ع. العايش
تحركت العجلة تاركة خلفها بضع آهات وذكريات ، كان الفجر قد خرج من غرفة المخاض منذ فترة قصيرة ، نسائم تشرين تداعب
شغف كانون ، الركاب تسعة ، بينما السائق واحد فقط ، وضعت حقيبتي جانبا ، ثم انزويت على طرف كرسي منفرد ، سيجارة داعبت ثغري للحظات ، مالبثت أن رميت بها إلى هاوية الخراب ، تبدل الجو بشكل مفاجئ ، الشمس توارت وراء غيوم قادمة من جهة الجنوب ، إحساس برعشة محببة سرت في شراييني ...
_ هل أمسى الطريق زلقا ...
سألت السائق المتجهم
_ لا لاتخش لم يصبح زلقا بعد ...
أحسست بأنه يتحاشى الحديث ، فعدت أدراجي إلى مقعدي الأحمق ، تصفحت جريدة الصباح ، لاشيء جديد ، الأخبار تكرر نفسها ، سوى صورة الحسناء التي زينت الصفحة الأخيرة ، أطلقت العنان لعيني لتأمل مفاتن ذاك الجسد المترامي الأطراف ، غصت إلى ما خلفه ، قرأت تفاصيله بعين نسر ثاقبة ، ربما اكتشفت شيئا ما في تلك اللحظة ، كل شيء يسير على مايرام ، كانت ثقتي كبيرة بالسائق المتجهم ، السيارة تنحرف عن مسارها ، سقطت الجريدة من يدي ، دوار غريب ، ارتطام مفاجئ ، صمت المحرك ، علا الضجيج المكان ...
_ الحمد لله على السلامة ... الجميع بخير إلا السائق ، فقد امتلأ وجهه باللون الأحمر ...
_ لا شيء ... لا شيء ... مجرد جرح في جبينه ...
قال أحدهم ، الضماد كان حاضرا لتوه ، لم يفقد السائق وعيه ...
_ لا بد من متابعة الرحلة ...
_ سنتابع ... سنتابع ... ساعدوني لتصحيح المسار .
عاود السائق القبض على مقوده ، المحرك يعاود ضجيجه .
وأخيرا حطت الرحلة خطاياها ، تبعثر الركاب كل صوب جهة ما ، حملت حقيبتي الرمادية متجها إلى الفندق الذي لا أعرف سوى اسمه .
يومان ، ثلاثة ، أربعة ... تمضي كما سلحفاة ، في مساء كان الغسق الأحمر يعلن انسحابه من سباق الليل ، سيارة حمراء تعج بصوت أغنية قديمة ، البحر يعانق آخر خيوط الصيادين ، بينما كانت الشفاه تعلن بداية رحلة جديدة ، عاودت صورة حسناء الجريدة الحضور ، ( جلسة واحدة تكفي ) قالتها ثم توارت بين أزقة مدينة هادئة ...
*وليد.ع. العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.