الصفحات

اللَّيلُ... وبَراءَةُ الأَشياءِ ...* شعر: صالح أحمد (كناعنة)

⏪⏬
شاخَ الطَّريقُ، وأَوهَنَ الخُطُواتِ
الصُّبحُ مَهجورُ الصَّدى

لا شَيءَ يَذكُرُني سِوى ضيقٍ تَمَدَّدَ في الرِّئَة
وغُبارِ عُمرٍ يَعتَلي صُوَرَ القَبيلَةِ مَلَّها صَمتُ الجِدار
في اللَّيلِ...
حينَ نَغيبُ خَلفَ نَوافِذِ العَتمِ الصَّريح
تستَيقظُ الأوهامُ فينا... والحَنين...
في العَتمِ يَشمَخُ... لا نَراهُ ولا يَرانا مَجدُنا
ذاكَ المُعَتَّقُ في جِدارِ الذِّكريات
الحُلمُ يَأوي مِثلَ صَبٍّ لا يَنالُ سِوى السَّراب
جاعَ الجَميعُ بِحُلمِنا... اللَّيلُ والغَدُ والعَراء...
تَتَزاحَمُ الأَيامُ في صَدري ويَبلَعُني المَدى...
ظِلًّا... وصاحبُهُ أَسير
أنا لا أَراكَ...
يَصيحُ بي صَمتي، وكُنتُ أَظُنُّهُ
لَوني... يُغَطّي عَورَةَ الأَيامِ بي
ويَصيرُ لي سِرًّا بَريئًا من خَطايا الحُبِّ
يا للحُبِّ! كيفَ يُصيبُنا بِبَراءَةِ الأَشياءِ؟
كَيفَ يَفِرُّ مِن دَمِنا إِلى دَمِنا؟
ونحنُ نَغوصُ في فَصلِ النَّوايا
وَمضَةً فَرَّت... تَناهَبَها الضّبابُ
استَوقَدَت نارًا بِخَيمَةِ هارِبٍ مِن ظِلِّهِ
عارٍ... ومَثقوبِ الجِهاتِ
تَضُمُهُ وَجَعًا وِسادَةُ صَمتِهِ
واللَّيلُ يَغتَصِبُ المَواسِمَ دونَهُ
وتُزَغرِدُ الصّحرا... وخِنجَرُ عُهرِها
يَبتَزُّ أَثداءَ الرِّمال...
يا حُبُّ لَيتَ صَدى المُحالِ يُغيثُ مِن صَمتِ السُّؤال..
ذا عُمرُنا صارَ انتِفاضَةَ أَحرُفٍ راحَت تُلَملِمُ عُذرَها
مِن خَيمَةٍ خَرساءَ عَقَّت رَملَها...
وَالرَّملُ مَصلوبٌ بِكَهفِ الأَسئِلَة...
الكَهفُ مَوّالٌ تَشَتَّتَ حُزنُهُ
سَيَعودُ خِلخالًا بِأَعقابِ القَصيدَةِ...
القَصيدَ ةُ لا تَموت!
ماتَ الصّدى عَطَشًا، وأَنَّت رِحلَةُ الآبادِ بي
وأَنا جُروحي مُثقَلاتٌ بِالنَّدى
والبَرقُ يَشطُرُني كَرُمحٍ شَقَّ خاصِرَتي
فَصارَت صَرخَتي رَعدًا
وظَلَّ الصُّبحُ مَهجورَ الصَّدى
-
*صالح أحمد (كناعنة) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.