الصفحات

روائع الاعجاز النفسي في القران الكريم ...* الدكتور: زهير شاكر

⏪" صفات النمام في القرآن "

وقد وصف الله -تعالى- النمام بتسع صفات، وهذه الصفات في سورة القلم قال -تعالى- : ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ [القلم : 10-13] اسمع هذه الصفات وطبقها على النمام، قال :

1- لا تطع كل حلاَّف: لا تطعه انتبه, حلاَّف؛ لأنه يكثر الحلف، فالذي دعاه إلى الإكثار من الحلف كون أناس لا يصدقونه فيحلف لهم بالأيمان المغلظة ليصدقوه، وهو ليس بصادق، فلا ينبغي أن يجعل الإنسان ربه عُرضة ليمينه، بل ومن الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم من أنفق سلعته بالحلف الكاذب، وستعرفون أن من العلاج للنميمة هو: عدم تصديق النمام .

2- مَهين : أي أنه هان على ربه، قال -تعالى- : ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج : 18]، ولو كان عزيزًا على الله لحفظه من النميمة، لكن هوانه على الله- عز وجل- جعله يتصف بهذه الصفة الذميمة، ولو كان على الله عزيزًا لحفظه منها .

3- همَّاز : بلسانه وبعينه وبجسده، من الناس من يهمز بلسانه يخرج لسانه ويتكلم استهزاء بالناس، أحيانًا يحرك عينه من أجل أن يستهزأ بالناس، لو رأى إنسانًا قصيرًا يشير بيده إلى قِصره، أو رأى إنسانًا أعور يضع يده على عينه، فكل هذا من الهمز .

4- مشَّاء بنميم : يتنقل بين الناس بالنميمة، من أجل أن يفسد بينهم .

5- منَّاع للخير : قلبه قليل الخير، لسانه قليل الخير، وأفعاله كذلك، إذًا هذا قليل في خيره، يمنع الخير عن نفسه، ويمنع الخير عن الآخرين، وينشر الشر بين الناس .

6- مُعتدٍ : كم اعتدى النمام عليه من الخلق ! اعتدى على نفسه، واعتدى على من نم عنه، واعتدى على من نم إليه، واعتدى على المجتمع كله .

7- أثيم : أي كثير الإثم، لربما قبيلة كاملة أبغضت قبيلة كاملة بسبب نميمة نمام، فيتحمل النمام وزر هؤلاء جميعًا فهو كثير الإثم .
-
*د. زهير شاكر

8- عُتُل : أي أنه مستكبر غليظ جاف .

9- زنيم : أتدرون ما الزنيم، ولد الزنا، قال يحيى بن أكثم : "أَنمُ الناس ولد الزنا"، وقال عبد الله بن المبارك : "الزنيم : ولد الزنا الذي لا يكتم الحديث وإنما يظهره للناس" .

وقد شبه الله النميمة بالحطب في قوله -تعالى- : ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد : 4] فما وجه الشبه ؟ قال : ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ أي حمالة النميمة، وما وجه الشبه بين الحطب والنميمة ؟ الجواب : وجه الشبه بينهما أن النار لا يزيد في اشتعالها إلا الحطب، والعداوة لا يزيد في اشتعالها إلا النميمة، النار إذا اشتعلت وكثر حطبها أكلت الأخضر واليابس، والعداوة إذا اشتعلت بالنميمة أكلت الأخضر واليابس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.