الصفحات

حكاية على وجه الزمن ...*حسين موسى

⏪⏬
ها أنذا انزوي كل صباح في غرفة مكتبي ،انقض على ماتيسر من كتب، ألوكها، وكأنني اتضور جوعا ، وحاجتي ماسة ، لبعض حروف او كلمات او جمل.

لست اعلم ماذا ستفيدني في هذا الهرم الناجز. وهل ستتحول هذه الحروف بترابطها وتزاوجها الى فيتامينات تعينني على ألم الحياة المتراكم بداخلي، وجوع لا يخمد.
وبات هذا المكتب ، مقياس دورة حياتي، اليومية الباهتة، ولكنه ما ارتقى يوما الى ريختر، حيث الزلازل والبراكين، فكل شيء فيّ ساكن، لعلها دعة الله وضعها فيّ بدل المورفين ،تقيني بعض الألم.
لا تعنيني الشمس ونورها، ولا القمر وخجله، فكلاهما لايقدمان في زمني شيئا ، فانقضى النهار او بدأ يوم جديد ، سيان على رجل مثلي ، ولن يقدم شيئًا جديدا.
فماذا أريد؟
هل بتّ انتظر يوما لا شمس فيه، او ليلة تنقصها الاقمار؟
في جوع الروح لا طعام يكفي، كمن اعتصر حفنة تراب علها تروي أنينه ونزفه المتواصل لكل عواطفه، التي يتم انفاقها على مذبح الحياة.
كأنما يكفينا أننا احياء!
فالفرق بين الأمس واليوم ،هو حالة الجسد الفيزيائية، جالس، واقف ،مسجّى!
يمر الناس امامي وهم يلتهمون كسر الحياة يقتاتون بها،بل واسمعهم يتفاخرون بكنه تلك الكسرات، ووصفها الكيميائي، مالحة ام حلوة ، وكأنما يتم تقدير قيمتها في مقدمة جوف الفم، واختبارات تذوّق الالسنة، وما ان تزلف الى دواخلنا تتحول جميعا الى عصارات بلا طعم ، لتخرج بما حملته بطوننا من جيف ، وما كان له رائحة الطيب ،ماعاد كذلك.
لست متشائما، ولا يائسا البتة، لكني اكره ان نخدع ذواتنا بجمال غير موجود الا بأطراف الاحاسيس.
نعم
فلينظر الانسان مما خلق؟ من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب.
وهو ذات الدفق الذي نقتل بعضنا بعضا لاجله، نتجمل لاجله، ازهقت ارواح على مذبحه.
أليس حري بنا ان نبحث عن الروح التي هي أجلّ؟
انها من امر ربي.

*حسين موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.