⏪ في بُقعَةٍ مِنْ بِقَاعِ هذا العَالَمِ البَارِدِ / المُظلِمِ .., وفي زَاوِيةٍ مُطِلّةٍ على فوضى خَلقِهِ وَخُلُقِهِ .., كُنتُ أنَا ورُزنَامةُ تاريخٍ مُفَخّخٍ بِكلّ مَا يُفجّرُ ويَقتِلُ .., مُزوّرٍ بِكلّ مَا لا حقيقَةَ لَهُ .., كُنتُ هُنَاكَ أتّكِئُ عَلى قَلمٍ شَارَفَ حِبرُهُ على الانتِهاءِ .., وَعلى طَاوِلَةِ عُمريَ المُثقَلِ
بِالفَجَائِعِ والويلاتِ بِضعَةُ أورَاقٍ تُرَاقِصُهَا ريحُ الشّمالِ الهَارِبةِ مِنْ تقويمِ الفصولِ .., وَعلى جدرانِ ذَاكِرتي الرّاعِفةِ آلافُ الصّورِ الرّاحِلَةِ / العَائِدَةِ لِعَابِري سُبُلِهِم .., وَعَبرَ مرآتي بَصَريَ المُمتدّ في كُلّ نَاحٍ رأيتُ لِلمرّةِ الأولى أطيافَ الحقيقةِ الضّائِعَةِ .., وَهُنَاكَ على لوحِ بصيرَتيَ المحفوظِ قرأتُ أسماءهم .., تَهجّيتُ أحرُفَهُم .., قَارنتُهَا لَفظاً وَمعنى .., وَعَلى رَحى هَيهَاتِ كربي وَبَلائي خَاطَبتني " كرْبلاءُ " .., هَاكَ دِيواني وأولاءِ قصائِدُهُ .. إقرأ وافهَم وأنَا الضّمينةُ لَكَ بِالبَقاء
هَذِهِ أبجديّتُهُم .., وذي دوَاةُ حِبرِهِم .., فاغرِفْ واكتُبْ .., إنّهم كُتّابُ وحيكَ ..
" آوى إلى الظّلّ "
أدّى الصّلاةَ صَلاةَ الجُرحِ وانطلَقَا
وَرَتّلَ " الفَتحَ " كُرمى النّصرِ و" الفَلَقَا "
وَسَارَ تَنفَحَهُ مِنْ " كَرْبَلاءَ " رُؤى
فيهَا لِـ" هَابيلَ " سِبطٌ أسرَجَ الشّفَقَا
يُعيدُ فلسَفةَ الإسراءِ يَشرَحُهَا
بـ" إحمرٍ قَانِئٍ " أجرَاهُ مُندَفِقا
عَلى يَمينهِ " حَورَاءٌ " تَخطّ لَهُ
بِالدّمعِ مَلحمةً .., بالنّزفِ مُعتَنَقَا
حِصَانُهُ الصّبحُ ., رَملُ الوقتِ بُردَتُهُ
وَسَيفُ " هَيهَاتِهِ " مِنْ عَزمِهِ امتُشِقَا
طَوى الجِهاتِ كَطوفَانٍ يَضجّ جوىً
لِـ" لمَا وراءِ" بِحَدّ الموجِ واخترَقَا
لو شَاءَ يَجعلُ عَالي الأرضَ سَافِلَهَا
أو شَاءَ يَخلقُ مَا مِنْ قبلُ قد خُلِقَا
---
هُو الشّهيدُ وَمِنْ آيَاتِهِ : " أُحُدٌ "
وَ" حمزةُ اللهِ " في خَفّاقِهِ خَفَقا
" صِفّينُهُ " فِي حَنايا صَدرِهِ اضطَرَمَتْ
نَاراً تُذيبُ نِطَافَ الكُفرِ والعَلَقَا
مِنْ كُلّ شَهقَةِ " خَنسَاءٍ " لَهُ قسَمٌ
يُعيدُ لِـ" لبِضعَةِ الزّهرَاءِ" مَا سُرِقَا
تأبّطَ القِربَةَ الحُبْلى عَلى ظَمَأٍ
وَهبّ يَسقي بِنزفِ النّابِضِ الرّمَقَا
مِنْ عَزمِ " عبّاسَ " أزكى النّهرَ قافيَةً
شَدا " الفُراتُ " بِهَا فاضّوّعَتَ عَبَقَا
و" الأبجَديةُ " : مِنْ" لَاءاتهِ " انفَجَرَتْ
بُركانَ حَقّ يُذيبُ العَيّ والرّهَقَا
وَعِندَ مُنعَطَفِ الأقدَارِ لَاحَ لَهُ
" مَهديّ " نَخوتِهِ يَستشرفُ الطّرُقَا
---
سَارٍ على صَهَواتِ الحُلمِ يُقحِمُهَا
مَعَامِعَاً بَابُهَا مِنْ قبل مَا طُرِقَا
في رِحلَةِ الزّمَنِ المَحمومِ يُؤنِسُهُ
نَخلٌ لِـ" مريمَ " في بيدَائِهِ سَمَقَا
وعِندَ وَاحةِ أسلافٍ لَهُ رقدوا
حيّا وَكبّرَ .., أبدى خِشيةً وتُقى
رأى " الشّهَادةَ " مِعرَاجَاً وَخَاتِمَةً
رأى " الحُسينَ " رأى مَا ألهبَ الحَدَقَا
رأى " الصّليبَ " قِيَامَاتٍ مُشَفّرةً
رأى " المَسيحَ " فشعّ الكونُ وأتلَقَا
آوى إلَى الظّلّ مَأوى العَارِفينَ بِهِ
وَهَامَسَ اللهَ سِرّاً زَلزَلَ الغِسَقَا
هُنَاكَ حيثُ جِنانُ الخُلدِ مُشرَعَة
فيها الشّهيدُ إمَامٌ فَجرُهُ : فُتِقَا
---
يَا جَاعِلَ " الكَافِ" عُكّازاً لِرحلتِهِ
وَبَاعِثَ " الرّاءِ " عَصفَاً بَدّدَ الأرَقَا
وَمُلبِسَ " البَاءِ " مِنْ عُريٍ ألمّ بِهَا
بِبُردةِ " اللامِ" وشياً قطّ مَا انمَزَقا
وَمُمسِكَ " الألفِ " الممشوقِ في لَهفٍ
تبثُ " هَمزتهُ " : الجوريّ والحَبَقَا
مِنْ " كَرْبَلاءَ " أتَيتَ الوعدَ تُنجِزهُ
" بَلاءَ كَرْبٍ " لِأرضٍ شِبلُهَا صَدَقَا
أسماؤكَ الكُثْرُ مَا أحصيتُهَا عَدَداً
بِحَارُ جُودِكَ لم أُدرِكْ لَهَا عُمُقَا
" خطّ استِوائِكَ " قَلبي نَبضُهُ عَجبٌ
وَ" قوسُ " شِريانهِ القُدسيّ مَا انغَلَقَا
إلّا عليكَ أيَا : " بِيكارَ دَائِرتي"
قد جفّ حِبري فَهَلْ أمطرتَني : الودَقَا.؟
وَعْدٌ وَعَهْدٌ ورَاءَ الغيبِ قَد وُلِدَا
طِفليْ مَخاضٍ .., وَمَا زَالا وَمَا افتَرَقَا
*شِعر: د. مُهنّد ع صقّور
سوريا - جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.