الصفحات

المكافأة | قصة قصيرة ...* رزق جادو - مصر

⏪⏬
في زمن ليس بالبعيد . كان يوجد قرية في بلادنا الحبيبة بعيدة عن الحضر . لم يكن بها أي خدمات من أي نوع .
لا مدرسة ولا وحدة صحية . أهلها كلهم يتميزون بالحب .

والبساطة والفطرة والقلوب الطيبة . ويوجد من أهل هذه القرية رجلا طيبا متدينا يخاف الله ورسوله .كان ثريا جدا . أنعم الله عليه بالمال الوفير ومئات الفداديين من الأراضي . كان خيرا جدا يعطف علي كل اهل القرية ويذبح لهم الذبائح ويقوم بتوزيع اللحوم عليهم ويقوم بتكاليف الزواج بينهم وكافة كل مطالبهم . بالرغم انه لايقيم بالقرية .كان يقيم بالمدينة .وكان يحضر لهم كل يوم جمعة من كل أسبوع . لكي يعطي لمن يعملون عنده أجورهم . لان أكثرهم يعملون عنده في مزارع تربية الماشية والفواكه والخضروات والحقول وفي يوم من الأيام قرر وعزم وتوكل علي الله . أن يخصص قطعة ارض علي مساحة عشرون فدان .
من أرضه التي يمتلكها بالقرية .
وذلك لكي يبنيها صرح عملاق علي شكل مجمع إسلامي كبير . يتكون من مسجد كبير . وقاعة للمناسبات .
ووحدة صحية بشرية .ووحدة بيطرية. ومدرسة للمراحل الأولي من التعليم من حضانة وابتدائي وإعدادي .وجمعية لتحفيظ القرآن الكريم . ومحو أمية الكبار . وقرر علي أن يكون تكلفة الصرح الكبير العظيم هذا من ماله الخاص . ولايشاركه فيه أحد ولايسمح لأحد أن يتبرع بشئ في هذا العمل الجميل . أراد أن يقوم بهذا العمل النبيل . من ماله الخاص حتي لو نفذت كل أمواله وممتلكاته عليه ليكون هذا العمل صدقة جارية له بعد مماته . وايضا يخدم بها أهل قريته لانهم يحبونه ويحبهم . ويري انهم في أشد الحاجة الي هذا العمل ويستحقونه . وبالفعل نفذ ماقرر به وعزم عليه بأمر الله. وأصبح صرحا عظيما أخرج القرية من الظلام إلي النور . لانه خدم كل أهل القرية . وأحس الرجل بالرضا لأنه عمل عملا طيبا يرضي به الله ورسوله . وكان سعيدا جدا وأهالي القرية كلهم سعداء وكانوا يشكروه دائما . ويدعون الله له بالخير والصحة والسعادة . وبعد عام من إنشاء هذا العمل الجميل . راي الرجل في منامه رؤية جميلة . هي أن الله أهداه قصرا جميلا وكبيرا جدا في الجنة . فرح الرجل به وكان سعيدا جدا .
وكان يمرح فيه ويدخل من مكان لآخر ومن غرفة الى غرفة وهو في قمة الفرح والسعادة لكن في الرؤية شئ لم يفهمه . وهو عندما كان يتجول في القصر . كان يوجد غرفة مغلقة حاول كثيرا أن يفتحها لكنه لم يستطع . وتكررت عليه هذه الرؤيه مرات عديدة جعلته يقلق . وبدأ يسأل أهل الدين والعلم عن تفسير هذه الرؤيه . وكان كل منهم يفسرها تفسيرا غير الآخر . وتكررت عليه الرؤيه وأصبح مشغولا بها وعلم كل اهل القريه و القري المجاورة بهذه الرؤيه. وسمع رجل كبير من أهل القرية بهذه الرؤيه . وذهب اليه وقال له سمعت عن الرؤيه التي تكررت معك في منامك وتشغل فكرك بها . إطمئن هي خير إن شاء الله لاتقلق . اريدك أن تتذكر وتقول لي . هل شارك أحدا معك أوساهم أوتبرع بأي جزء من المال أو بمواد بناء أومفروشات أو أي شئ في بناء هذا الصرح الجميل .
أوعامل تبرع بأجره في هذا العمل النبيل . فقال له الرجل أبدا الكل أراد أن يتبرع ويساهم حتي العمال أرادوا أن يتبرعوا بأجورهم وانا رفضت ذلك . قال له الرجل الكبير تذكر جيدا . فقال له الرجل الأرض أرضي وكل مواد البناء وأجور العمال من مالي الخاص . لكني أتذكر بالقرب من المبني كانت تسكن إمرأة عجوز في بيت صغير بجوار هذا المبني . وكانت تسهر لحراسة مواد البناء وكانت تحضر الماء للعمال لكي يشربون . وكانت تحمسهم وتشجعهم وكانت تلملم ماتبعثر من مواد البناء .
وكانت سعيدة جدا وهي تفعل ذلك .
فضحك الرجل الكبير وأخذ نفسا عميقا وقال هنيئا لتلك المرأة العجوز .. هذه الغرفة في هذا القصر بالجنة . انها لها ولم يفتحها غيرها .
ولم يدخلها غيرها .
فمن يعمل
مثقال ذرة خيرا يري

*رزق جادو
مصر . دمياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.